عصر الاتساق: د عربي ملت تاریخ (څلورمه برخه)
عصر الاتساق: تاريخ الأمة العربية (الجزء الرابع)
ژانرونه
18
فلما جاء عبد الملك استقل الجزية التي كان يدفعها أهل الجزية، فكتب إلى واليه عليها الضحاك بن عبد الرحمن الأشعري أن يزيدها عليهم، فأحصى العامل «الجماجم»، وأحصى ما يكسبه الواحد في سنة، ثم طرح نفقته مع عيالهم وكسوتهم، وطرح أيام الأعياد في السنة فوجد أن الذي يحصل بعد ذلك في السنة لكل واحد أربعة دنانير، فألزمهم ذلك جميعهم، وجعلهم كلهم طبقة واحدة؛
19
أي إنه لم يفرق بين الأغنياء والمتوسطين، وكذلك أعيدت (ضرائب هدايا النيروز والمهرجان) التي قدرت في عهد معاوية بمبلغ عشرة ملايين درهم.
20
و«ضريبة أجرة سك العملة» و«ضريبة الصحف» التي تكتب عليها المعاملات الرسمية و«ضريبة النكاح» و«ضريبة أجرة البيوت» و«ضريبة الجزية والخراج» من المسلمين، مع أن الإسلام يمنع ذلك منعا باتا، ولكن الموارد كانت قد قلت، فاضطر الخلفاء وعمالهم إلى أخذ هذه الضرائب منهم من جديد، بعد أن كان عمر بن عبد العزيز قد ألغاها.
تعريب الدواوين
قال البلاذري: «لم يزل ديوان الشام بالرومية حتى ولي عبد الملك بن مروان، فلما كانت سنة 81 أمر بنقله؛ وذلك أن رجلا من كتاب الروم احتاج أن يكتب شيئا فلم يجد ماء، فبال في الدواة، فبلغ ذلك عبد الملك فأدبه، وأمر سليمان بن سعد بنقل الديوان، فسأله أن يعينه بخراج الأردن سنة، ففعل ذلك وولاه الأردن، فلم تنقض السنة حتى فرغ من نقله، وأتى به عبد الملك فدعا بسرجون كاتبه فعرض ذلك عليه، فغمه وخرج من عنده كئيبا، فلقيه قوم من كتاب الروم فقال: اطلبوا المعيشة من غير هذه الصناعة، قد قطعها الله عنكم.»
21
وكما فعل عبد الملك بديوان الشام فعل الحجاج بديوان فارس؛ فقد روى البلاذري أيضا قال: «لم يزل ديوان خراج السواد وسائر العراق بالفارسية، فلما ولي الحجاج العراق استكتب زادان فروخ بن بيري، وكان معه صالح بن عبيد الرحمن مولى بني تميم يخط بين يديه بالعربية والفارسية»، ووصل زادان فروخ صالحا بالحجاج، فخف على قلبه، فقال له ذات يوم: إنك سببي إلى الأمير، وأراه قد استخفني ولا آمن أن يقدمني عليك وأن تسقط، فقال: لا تظن ذلك، هو أحوج إلي منه إليك؛ لأنه لا يجد من يكفيه حسابه غيري، فقال: والله لو شئت أن أحول الحساب إلى العربية لحولته، قال: فحول منه شطرا حتى أرى، ففعل، ولما قتل زادان فروخ استكتب الحجاج صالحا، فأعلمه الذي كان جرى بينه وبين زادان في نقل الديوان، فعزم الحجاج على أن يجعل الديوان بالعربية، وقلد ذلك صالحا، وكان عبد الحميد بن يحيى، كاتب مروان يقول: لله در صالح، ما أعظم منته على الكتاب.»
ناپیژندل شوی مخ