د فساد دور: د عربي ملت تاریخ (دریمه برخه)
عصر الانحلال: تاريخ الأمة العربية (الجزء السادس)
ژانرونه
أما المتصوفة والمتفقهة فهم الذين كانوا يعيشون من ريع الأوقاف وإحسان المحسنين ويقنعون بما يرد إليهم من جامكيات الأوقاف، وأعطيات المحسنين، وقد ظهر في هذا العصر نوع من «الزوايا» التي يجد فيها المتصوف و«المدارس» التي يجد فيها الفقيه طعامه وشرابه ولباسه.
عصر السقوط
من سنة 422ه إلى سنة 656ه
الفصل الأول
عرض موجز لشئون الخلافة وأحوال
الخلفاء من عهد القادر إلى عهد المستنصر آخر الخلفاء
وقف بنا الكلام في عرضنا لشئون الخلافة وأحوال الخلفاء في الكتاب الثاني عند نهايته عن الخليفة القادر أبي العباس أحمد، ورأينا أنه كان من أفاضل الخلفاء حسن الطريقة، وأنه أراد إرجاع مظاهر العزة للخلافة، ولكنه لم يفلح إلا بعض الشيء، فحييت رسوم الخلافة، ورجع وقار الدولة لطول عهده، ولكن تلك الحياة كانت صحوة الموت كما قلنا.
ولما مات في سنة 422ه بويع ابنه عبد الله جعفر وتلقب بالقائم بأمر الله، وكان حسن الطريقة كأبيه، صالحا عاقلا، فاستطاع أن يتم خطوة أبيه، فأمر بالمعروف وعدل في الناس. وكان سلطان العراق في عهده جلال الدولة البويهي، ولم يكن هذا حازما، فشغب عليه جنوده، واضطرب أمر السلطنة فاضطرب أمر الخلافة معها تبعا، وعاث الجنود الفساد في البلاد والقرى، حتى في ممتلكات الخليفة فلم يستطع السلطان أن يمنعهم، وانتشر البدو في البلاد يفسدون وينهبون، فلما مات جلال الدولة تسلطن ابن أخيه أبو كاليجارين سلطان الدولة، ولقبه الخليفة بمحيي الدولة (الدين)، ولم تكن حال البلاد في عهده خيرا من حالها في عهد عمه إلى أن مات، فخلفه ابن خسرو فيروز الملك الرحيم، ولم يكن خيرا من سلفه إلى أن طرده طغرل بك السلجوقي وقضى على دولة آل بويه، وابتدأت دولة آل سلجوق.
وتفصيل ذلك أن حالة العراق قد ساءت في أواخر عهد خسرو فيروز، حتى إن أبا الحارث أرسلان البساسيري أحد مماليك بهاء الدولة البويهي قد قوي نفوذه وأراد أن يزيل الخلافة العباسية وكاتب الخليفة المستنصر الفاطمي صاحب مصر بذلك، ولما علم الخليفة في بغداد بهذا، كتب إلى طغرل بك يستغيث به، فقدم هذا على بغداد في محرم سنة 447ه وأسر فيروز، أما البساسيري فقد فر وأخذ يجمع جموعه لاسترداد بغداد، فبعث إليه طغرل بك ابن عمه قتلمش فتغلب البساسيري، واضطر طغرل بك أن يقابله بنفسه، والتقى جمعهما وانهزم البساسيري، وسيطر طغرل بك على الديار الموصلية، ثم رجع إلى بغداد سنة 449ه، وقابل الخليفة ففوض إليه إدارة البلاد وخلع عليه سبع خلع، وتوجه وعممه ولقبه بملك المشرق والمغرب، فقبل يد الخليفة مرتين، وبالغ في احترام الخليفة.
وفي سنة 450ه بينما كان السلطان طغرل بك غائبا عن بغداد، استطاع البساسيري أن يدخلها بجنده ويخطب للمستنصر العلوي، واضطر القائم إلى الهرب واللجوء إلى مهارش بن مجلي العقيلي في حديثة عانة فأكرم وفادته. أما البساسيري فإنه تسلط على بغداد وسار بالناس سيرة حسنة وامتد نفوذه إلى واسط والبصرة حيث خطب للمصريين أيضا.
ناپیژندل شوی مخ