عصر انبثاق: د عربي ملت تاریخ (لومړی برخه)
عصر الانبثاق: تاريخ الأمة العربية (الجزء الأول)
ژانرونه
اقرأ باسم ربك الذي خلق * خلق الإنسان من علق * اقرأ وربك الأكرم
فرجع بها رسول الله يرجف فؤاده، فدخل على خديجة وأخبرها الخبر، وقال: لقد خشيت على نفسي، فقالت خديجة: كلا والله ما يخزيك ربك أبدا؛ إنك لتصل الرحم، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق، وانطلقت به خديجة حتى أتت به ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى ابن عمها، وكان امرأ تنصر في الجاهلية، وكان يكتب الكتاب العبراني، فيكتب من الإنجيل بالعبرانية ما شاء الله أن يكتب، وكان شيخا كبيرا قد عمي، فقالت له خديجة: يا ابن عم، اسمع ابن أخيك، فقال له ورقة: يا ابن أخي، ماذا ترى؟ فأخبره رسول الله
صلى الله عليه وسلم
خبر ما رأى، فقال ورقة: هذا الناموس الأعظم الذي أنزله الله على موسى، يا ليتني أكون حيا إذ يخرجك قومك، فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم : أو مخرجي هم؟ قال: نعم لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي، وإن يدركني يومك أنصرك نصرا مؤزرا ...
46
وقد كان الرسول يقول عن هذا الوحي إنه يأتيه مرة بعنف مثل صلصلة الجرس، ومرة بغير عنف فيكلمه كما يكلم الرجل، فيعي منه ما يقول، وقالت عائشة: ولقد رأيته ينزل عليه الوحي في اليوم الشديد البرد، فينفصل عنه وإن جبينه ليتفصد عرقا.
47
وهناك أحاديث وأخبار كثيرة بلغت مبلغ التواتر تبين أن النبي كان يأتيه الوحي الإلهي، فينصرف عن هذا الكون، ويصبح في عالم ثان، ثم ينفصل عنه الوحي فيملي الرسول على كتاب الوحي ما أوحاه الله إليه، وقد اختلفت الأقوال في أول ما أوحي به إلى محمد
صلى الله عليه وسلم ، فالقول المشهور أنه أول «سورة العلق»، وفي قول آخر أنه «سورة الفاتحة»، وقول ثالث أنه «سورة الضحى»، وفي قول أنه «سورة المدثر» وفي خامس أنه «أول سورة المزمل»، ولكن الأشهر هو ما ذكرناه أولا من أنه أول «سورة العلق»، وعلى هذا جرى المصحف العثماني ومن نقلوا عنه، ثم إن السورة الثانية هي سورة «القلم»، والثالثة هي «المزمل»، والرابعة هي «المدثر»، وعلى هذا جرى إجماع كافة أصحاب التراتيب والمصاحف، والخلاف يبدأ بين أصحاب التراتيب عند السورة الخامسة، فالأكثر على أنها: «الفاتحة»، وقال ناس بل هي «سورة المسد»، وقال آخرون: بل هي «سورة التكوير»، ونحن إذا أمعنا في هذه السور وجدناها تدور حول الدعوة والإنذار والتبشير بالدين الجديد، وبما قوبل
ناپیژندل شوی مخ