عصر انبثاق: د عربي ملت تاریخ (لومړی برخه)
عصر الانبثاق: تاريخ الأمة العربية (الجزء الأول)
ژانرونه
وثالثها:
طبقة الصناع، والفلاحين، والعبيد.
وقد كان الملك أركاجينا مشهورا بإصلاحاته الاجتماعية والقانونية، ويعد أول مشرع عادل قبل حامورابي لقرون عديدة، وقد كانت قوانينه العادلة تهدف إلى إزالة الظلم عن الطبقات الفقيرة، ونشر العدل بين الطبقات العامية من أرباب الصناعة والفلاحة والرق، وتمنع كبار الموظفين وملاك الأرض وأصحاب الأطيان ورجال الدين والكهنة والقادة ورجال الدولة من ابتزاز أموال الطبقة الثالثة.
وأما تقدم الفنون الجميلة، فلا أدل عليه من التماثيل الرخامية المدهشة التي عثر عليها في مدنهم، كما يدل عليه تقدمهم في فن الريازة وزخرفة المعابد والقصور والقلاع زخرفة فائقة، وقد كانوا على جانب عظيم في علم الهندسة وبخاصة المعمارية، وقد ظهرت آثار ذلك في تخطيط مدنهم وتنظيم شوارعها ومرافقها العامة وقلاعهم، وهم أول من استعمل أسلوب «العقد» في البناء، كما أنهم أول من اخترعوا طرائق صنع «القباب» في العمران.
وتدل ملحمة «جلجامش» أحد ملوكهم في مدينة الوركاء على مبلغ تقدمهم في الفنون الجميلة من نحت وحفر، وصياغة وأدب من شعر ونثر وخطابة، وقد وجدت في المقبرة الملكية في «أور» كنوز ثمينة في تفوقها الفني ونقوشها البارعة، سواء في الرسم، أو في الحفر، أو في النقش، أو في التكفيت.
وأما معارفهم الثقافية العامة، فقد كانت جد مدهشة بالنسبة لزمانهم؛ لأنهم برعوا بالحساب وعلم الفلك، وكانوا يوقتون بالشهر القمري، ويقسمون السنة إلى اثني عشر شهرا قمريا، وكان نظام التعداد عندهم يقوم على الأساس الستيني.
والحق أن الحضارة السومرية هي حضارة جد عريقة، وجد مدهشة، تبهر المرء، وتدل على ما وصل إليه العقل في وادي الرافدين من التقدم، كما تدل على أن العرب قد كان لهم قبل ذلك العصر تاريخ أعمق، ولعل التنقيبات ستكشف عن ذلك. ويذهب بعض المؤرخين المدققين إلى أن هذه الحضارة تفوق الحضارة المصرية القديمة وتسبقها.
2
ويقول البروفسور ديورانت في كتابه القيم عن «قصة الحضارة»: ويمكن أن نلخص الحضارة السومرية تلخيصا موجزا في هذا التناقض بين خزفها العج الساذج وحليها إلى أن أوفت على الغاية في الجمال والإتقان، لقد كانت هذه الحضارة مزيجا مركبا من بدايات خشنة، وإتقان بارع في بعض الأحيان، في تلك البلاد (على قدر ما وصل إليه علمنا في الوقت الحاضر) نجد أول ما أسسه الإنسان من دول وإمبراطوريات، وأول تنظيم الري، وأول استخدام للذهب والفضة في تقويم السلع، وأول العقود التجارية، وأول نظام للائتمان، وأول كتب القوانين، وأول استخدام للكتابة في نطاق واسع، وأول قصص الخلق والطوفان، وأول المدارس والمكتبات، وأول الأدب والشعر، وأول أصباغ التجميل والحلي، وأول النحت والنقش البارز، وأول القصور والهياكل، وأول استعمال للمعادن في الترصيع والتزيين، وهنا نجد في البناء أول العقود والأقواس وأول القباب، وهنا كذلك تظهر لأول مرة في التاريخ المعروف بعض مساوئ الحضارة في نطاق واسع؛ يظهر الرق والاستبداد، وتسلط الكهنة، وحروب الاستعمار، ولقد كانت الحياة في تلك البلاد متنوعة مهذبة موفورة النعم متعددة، وهنا بدأت الفوارق الطبيعية بين الناس تنتج حياة جديدة من الدعة والنعم للأقوياء، وحياة من الكدح والعمل المتواصل لسائر الناس، وفي تلك البلاد كانت بداية ما نشأ في تاريخ العالم من اختلافات يحيطها الحصر ...
3
ناپیژندل شوی مخ