خامسا:
معاملة الأجانب معاملة الوطنيين مع التخويل لهم حق الانتخاب في مجالس الحكومة.
سادسا:
قضايا الأجانب وقضايا العبيد الكبرى تحل بواسطة المندوب الإنكليزي.
سابعا:
للمندوب الإنكليزي الحق أن ينظر في القوانين والأوامر التي تسنها الحكومة والاعتراض عليها، إن لم تكن موافقة.
ثامنا:
للمندوب المذكور الحق في مخابرة دولته واستدعاء الجنود الإنكليزية إذا أوجب الحال.
وأمضى هذه المعاهدة مندوبو البوير والإنكليز في نفس الموضع الذي عقدت فيه معاهدة الانضمام بيد السير شيبستون، ثم عرضت على مجلس الفولسكراد، فأقر على عدم قبولها وطلب تحوير بعض بنود، منها البند القائل بأن علاقات الأجانب وقضايا العبيد الكبرى تحل بواسطة مندوب إنكلترا، بل طلب أن يكون معه عضو آخر من البوير برئاسة رئيس الجمهورية، ثم اعترض على تخويل المندوب الإنكليزي حق الاعتراض على ما تقرره الحكومة من القوانين والأوامر، وأرسلوا بذلك تقريرا إلى المندوب الإنكليزي ليعرضه على حكومته، فأرسله في الحال إلى لندرا، فأجاب اللورد كمبرلي بقوله إنه تقرر عدم تغيير بند من بنود المعاهدة، ولكن إذا قام الفولسكراد بإنفاذ هذه الشروط ورأت إنكلترا ما يؤهله الاستقلال التام، فلا تضن عليه به. ولما أبلغ هذا الجواب إلى أعضاء الفولسكراد أصروا على الرفض، ولولا طالع سعد البوير لكادت الحرب تعود بينهما، وإنما جاء في ذلك الحين تعيين اللورد بيكونسفيلد ناظرا للمستعمرات، فأجاب طلبهم، وتحورت المعاهدة بما يلائم رغبتهم، وكان ذلك في أكتوبر سنة 1881. ولما انتشر ذلك الخبر بين البوير أخذوا جميعا يلهجون بالدعاء لجلالة الملكة واللورد بيكونسفيلد، والسير وود، الذي كان أعظم مساعد لهم على نيل مطالبهم، وحاولوا أن يحرقوا رسم المستر غلادستون؛ لأنه لم يف بوعده لهم، وبقدر سرور البوير باستقلالهم كان حزن رعايا إنكلترا؛ ولذلك غادروا البلاد أفواجا وأكثرهم من الأغنياء والتجار، فبخست أثمان الأطيان وانحطت التجارة.
أما المستر كروجر فلم يجن أثمار أتعابه إلا في يناير سنة 1882، حينما انتهت مدة انتخاب الرئيس برجر فانتخبوه رئيسا للجمهورية بدلا عنه، وبذلك نال أمنيته التي طالما علل بها النفس، وكان يوم انتخابه عظيما جدا، فتواردت عليه التهاني من كل فج، وعندما تولى الرئاسة لم يقنع بالاستقلال، بل وجه نظره لطرد الإنكليز من مستعمرات جنوب أفريقيا، وضمها إلى جمهوريته، فتوجه مع المستر تويت وسميث إلى لندرا في سبتمبر سنة 1883 وتقابلوا مع اللورد دربي الذي كان ناظرا للمستعمرات في ذاك الوقت، وطلبوا منه تحوير معاهدة سنة 1881، وأنهم لم يقبلوها في بادئ الأمر إلا رغبة في السلم، فطرح أمرهم على البرلمان الإنكليزي، فقرر إجابة سؤلهم وغير بعض بنود منها ببنود جديدة، منها تسمية حكومة الترنسفال جمهورية أفريقيا الجنوبية، ومنها عدم تخويل الجمهورية عقد معاهدة مع أي دولة خلاف جمهورية أورنج، ومنها إلغاء سيادة إنكلترا على الجمهورية، وكان ذلك جل ما يتمناه الرئيس كروجر ليكون مطلق الحرية، وبعد أن نال مشتهاه زار بعض العواصم الأوروبية، فقوبل بمزيد الحفاوة والإكرام، وعاد إلى بلاده ظافرا مسرورا.
ناپیژندل شوی مخ