تاریخ ترجمه
تاريخ الترجمة والحركة الثقافية في عصر محمد علي
ژانرونه
وفي سنة 1822 تكونت لجنة لوضع برامج التعليم العسكري الجديد؛ فكان عثمان نور الدين ثالث ثلاثة بهذه اللجنة، وكان العضوان الآخران: الكولونل سيف (سليمان باشا الفرنساوي) وأحمد أفندي المهندس، وفي نفس السنة سافر مع سليمان باشا حتى وصلا إلى أسوان ليشترك معه في تنظيم الفرقة الأولى للمشاة على «النظام الجديد».
وفي سنة 1823 عين «سر عسكر» الجيش المصري، وحصل بذلك على لقب «بك»، وفي سنة 1825 ترجمت قوانين ونظم البحرية الإنجليزية إلى التركية تحت إشرافه، ثم عهد إليه محمد علي باشا أن يتولى بنفسه الإشراف على تنظيم البحرية المصرية الجديدة، وتعليم ضباطها بالاشتراك مع الجنرال «ليتلييه
Letellier »، وبهذا أصبح لعثمان بك الإشراف التام على شئون الجيش والأسطول المصري، فبذل للنهضة بها جهودا فذة، ولما حطم الأسطول المصري في «نفارين» كان عثمان نور الدين المساعد الأول والمشجع الأول - بعد محمد علي - للمسيو «سيريزي
Cerisy » على إنشاء دار الصناعة، والأسطول الجديد في الإسكندرية.
وكان محمد علي لثقته الشديدة به يعتمد عليه في أمور كثيرة، وكان يحبه حبا جما حتى كان لا يناديه إلا بلفظ «ولدي عثمان»
58
ولهذا زوجه من إحدى جواري القصر، وبنى له منزلا غربي قصر رأس التين ليكون على مقربة منه ومن سفن الأسطول، ثم ولاه في سنة 1827 قيادة الأسطول المصري بعد زوج ابنته محرم بك، وقد تولى قيادة هذا الأسطول في حرب الشام الأولى، وكان لقيادته فضل كبير في إسقاط عكا وإحراز النصر النهائي في تلك الحرب.
هذا موجز لجهود عثمان نور الدين الحربية، وجهوده في تدعيم النهضة التعليمية الأولى لا تقل عنها؛ فإنه لبث بعد إنشاء مدرسة بولاق يرسم الخطط لمحمد علي، وقد نفذت هذه الخطط واحدة بعد الأخرى؛ ففي سنة 1835 قام بتأسيس مدرسة قصر العيني،
59
وكان أول مدير لها، وفي نفس السنة أنشئت مدرسة أركان الحرب في قرية جهاد آباد بناء على مشورته، ولما استقدم محمد علي الدكتور كلوت، وعهد إليه بإنشاء مدرسة الطب المصرية، ترك لعثمان نور الدين سلطة الإشراف على إنشاء تلك المدرسة، وإليه رفع «كلوت بك» تقريره الأول الذي عالج فيه ما قد يعترض إنشاء المدرسة من صعاب.
ناپیژندل شوی مخ