243

تاریخ ترجمه

تاريخ الترجمة والحركة الثقافية في عصر محمد علي

ژانرونه

مطبعة الآستانة

1

المجموع

191 (ج) رسم بياني لتطور حركة الترجمة في مدى ثلاثين عاما (1238-1239 إلى 1268-1269)

يتضح من هذا الجدول أن أكثر الكتب التي ترجمت كانت في الفنون الحربية والبحرية؛ فقد ترجم فيها 111 كتابا، وهذا أمر بدهي لا يحتاج إلى تعليل؛ فالجهود الحربية استنفدت معظم وقت وعناية محمد علي وحكومته، ويلي هذه الفنون الطب البشري؛ فقد ترجم فيه 34 كتابا؛ وذلك للصلة الوثيقة بين مدرسة الطب والجيش، ولأن هذه المدرسة كانت أول مدرسة خصوصية أنشئت في عصر محمد علي، وقد كان لنظارها جميعا عناية خاصة بالترجمة، أما الطب البيطري فقد ترجم فيه 22 كتابا، والعلوم الرياضية بفروعها المختلفة ترجم فيها 31 كتابا.

أما الدراسات الأدبية فلم تلق من العناية قدر ما لقيت العلوم والفنون العملية، ومع هذا فقد كان التاريخ أكثرها حظا فترجم فيه 14 كتابا، وتليه الجغرافيا وما يتصل بها من علوم؛ كالرحلات، والجيولوجيا، وترجمت فيها 8 كتب.

وكانت العلوم النظرية البحتة أقل حظا من غيرها، فترجم في الأدب كتابان، وفي المنطق كتاب، وفي الاجتماع كتاب، وهذا أمر طبيعي تفسره روح العصر، غير أنه لو كان قد امتد الأجل بمدرسة الألسن لكان نصيب هذه العلوم أكبر من هذا النصيب.

كذلك نلاحظ من هذا الجدول أن العدد الأكبر من الكتب المترجمة نقل عن الفرنسية إلى العربية، وتفسير هذا راجع إلى أن طلبة المدارس الخصوصية - عدا المدارس الحربية والبحرية في سنيها الأولى - كانوا مصريين، فكان لا بد أن تترجم لهم الكتب إلى اللغة العربية، ويلي هذا الكتب المترجمة عن الفرنسية إلى التركية وعددها 61 كتابا؛ وذلك لأن معظم الكتب الحربية والبحرية قد نقلت إلى اللغة التركية.

وترجم عن اللغة العربية إلى التركية 9 كتب، وكلها ترجمات عن الفرنسية إلى العربية ثم أعيد ترجمتها عن العربية إلى التركية؛ ليسهل على من لا يفقه العربية من رجال الدولة أو تلاميذ المدارس أو المواطنين استعمالها.

كذلك نقلت ستة كتب من التركية إلى العربية، اثنان منها ترجما أصلا عن الفرنسية إلى التركية، ثم أعيدت ترجمتها عن التركية إلى العربية لنفس الغرض السابق.

ناپیژندل شوی مخ