تاریخ ترجمه
تاريخ الترجمة والحركة الثقافية في عصر محمد علي
ژانرونه
وقد ألحق بنقولا مسابكي منذ اللحظة الأولى عدد من تلامذة الأزهر، وكلف بتعليمهم طريقة الطبع وصف الحروف، ونواحي العمل الفنية الأخرى، فلما حذقوا العمل ومرنوا عليه أسندت رئاسة الأقسام إلى نفر منهم، فعين الشيخ عبد الباقي رئيسا للمسبك، والشيخ محمد أبو عبد الله رئيسا للطباعين، والشيخان يوسف الصنفي ومحمد شحاتة رئيسين للصفافين.
21
وقد تولى الإشراف الفني على المطبعة منذ إنشائها نقولا مسابكي، أما الرئاسة الإدارية فقد تولاها أناس كثيرون بألقاب مختلفة، كان أولهم عثمان نور الدين الذي عين مفتشا للمطبعة في 8 صفر سنة 1237 / 4 نوفمبر 1821، وظل يشغل هذا المنصب حتى شهر ذي الحجة سنة 1239 / يوليو 1823، ثم خلفه قاسم أفندي الكيلاني «مأمورا» للمطبعة من سنة 1239 إلى 1248 / 1823-1832، وفي 26 ذي الحجة سنة 1245 / 19 يونيو 1830 عين عبد الكريم أفندي «مفتشا» للمطبعة حتى فصل في 27 ذي الحجة سنة 1250 / 26 أبريل 1835، وفي سنة 1248 عين من يدعى سعيد أفندي «ناظرا» للمطبعة، غير أنه لم يل هذا المنصب إلا شهورا قليلة ثم خلفه في النظارة فاتح أفندي من 18 المحرم سنة 1249 إلى رجب سنة 1252.
ثم اختفى لقب الناظر قليلا، وعين حسين بك «مديرا للمطبعة وملحقاتها» من جمادى الأولى سنة 1251 إلى صفر سنة 1255، ثم ظهر لقب «الناظر» ثانية، فعين حسن أفندي ناظرا للمطبعة والوقائع من ذي الحجة سنة 1252 إلى حوالي منتصف سنة 1260، ثم خلفه حسين أفندي راتب ناظرا من سنة 1260 إلى 1264.
22
وأول ما نلاحظه على هذه القائمة أن تواريخها يتداخل بعضها في البعض الآخر أحيانا وأن ألقاب رؤساء المطبعة كانت تختلف من سنة إلى أخرى؛ فالرئيس مرة مفتش ، ومرة مأمور، وهو حينا ناظر، وحينا آخر مدير، وتفسير هاتين الملاحظتين في نظرنا أن المطبعة كانت ذات فروع وأقسام مختلفة، فلعل رئيس كل قسم كان يحمل لقبا معينا، وبهذا نستطيع أن نفسر وجود مفتش ومأمور، أو مأمور وناظر، أو ناظر ومدير في وقت واحد.
ولقد كانت المطبعة الوسيلة الكبرى لتحقيق غرض محمد علي من نقل الحضارة الغربية إلى مصر، فلقد كانت طريقته في هذا النقل هي الترجمة، وما كان للترجمة أن تحقق غرضها إذا لم تطبع من الكتب المترجمة نسخ كثيرة توزع على الجند في فرق الجيش، وعلى الطلاب في المدارس، بل وعلى الأهلين.
ولهذا أنشئت مطابع أخرى كثيرة، وألحق معظمها بالمدارس، وخاصة البعيدة منها عن بولاق ليتيسر لها طبع الكتب التي تترجم بها دون تكبد مشقة الانتقال إلى مقر المطبعة الكبرى، فكانت هناك مطبعة ملحقة بمدرسة الطب حين كانت في أبي زعبل، وقد طبع بها في سنة 1248 أول كتاب ترجم في الطب وهو كتاب «القول الصريح في حلم التشريح»، ثم ظلت تطبع بها الكتب الطبية المترجمة حتى نقلت المدرسة إلى قصر العيني فأصبحت كتبها تطبع في بولاق.
وكانت هناك مطبعة ملحقة بمدرسة الطوبجية بطرة، وأول كتاب طبع بها هو كتاب: «الكنز المختار في كشف الأراضي والبحار»، وقد طبعت بها كتب حربية ورياضية وجغرافية أخرى، كذلك كانت هناك مطبعة أخرى في المدرسة الحربية بالجيزة، وكان في القلعة مطبعة طبعت بها الوقائع المصرية مدة ما.
ورغم وجود مدرسة المهندسخانة في بولاق فقد ألحقت بها حوالي سنة 1260 مطبعة حجر خاصة لطبع الكتب الرياضية المختلفة، وما يتصل بها من أشكال ولوحات إيضاحية.
ناپیژندل شوی مخ