وتوافقوا على ذلك ولكم البشرى ثم يحملون ذلك الأمير ويجلسونه على العرش ويضعون التاج على رأسه ، ويأخذون بيده ويقولون لقد قبلت من الله العظيم عز اسمه على" دين زرادشت" الذى قواه السلطان" كشتاسب بن لهراسب" وأحياه" أردشير بن بابك" فيقبل الملك هذا العهد ويقول إن شاء الله أوفق لما فيه صلاح الرعية والخدم وينصرف بقية الجمع الحاشد كل إلى أمره وأمر معيشته.
أما الأمر الآخر الذى سألته عن المحفل والقتال والصلح والحرب للمليك سوف أبدى لك أن الأرض تنقسم إلى أربعة أقسام ، القسم الأول : أرض الأتراك وهو من وسط غرب الهند حتى مشارق الروم ، والقسم الثانى : بين الروم والقبط والبربر ، والقسم الثالث ، السود (الزنوج) من البربر حتى الهند ، والقسم الرابع : هذه الأرض التى تنتسب إلى الفرس وتلقب ببلاد الخاضعين وهى الواقعة بين نهر بلخ حتى آخر بلاد أذربيجان وبين أرمينيا فارس والفرات وأرض العرب حتى عمان ومكران ومن هناك حتى كابل وطبرستان وهذا القسم الرابع يلقب بالأرض المختارة ومن الأراضى أيضا ما هو بمنزلة الرأس والسرة والجبال والبطن وسوف أفسر لك هذا الأمر ، أما الرأس فهى الرياسة والحكم منذ عهد" أيرج بن إفريدون" وكان ملوكنا حكاما عليهم جميعا وخلافا لذلك قاموا بين أهل الأقاليم واستقروا بحكمهم وبرأيهم وقبلهم أرسلوا الخراج والهدايا لابنتهم.
أما السرة فهى أن وسط الأراضى الأخرى أرضنا ، وأهلنا أعز وأكرم الخلائق وفرسان الترك وأذكياء الهند ، وحسن العمل والصناعة والله تبارك ملكه قد خلع ملكه كله فى رجاله وزيادة على ذلك انفرادهم بالصدق ، وما أعطوه لنا من آداب الدين وخدمة الملوك وقد حرموا منه ، وألوان وجوهنا وشعرنا بين الخلائق ليس بالسواد الغالب ولا بالصفرة السائدة ولا بالشقرة الغالبة وشعر رأسنا ليس متجعدا كالزنوج ولا مسترسلا كالأتراك ، أما الجبال فهى مع صغر أرضنا بالنسبة للأراضى الأخرى فهى أكثر نفعا وأكثر خصوبة وحيوية ، أما البطن فقد قالوا عنها إنها أرضنا رغم أن الأجزاء الثلاث الأخرى أرضنا فيحضرون متاعها لنا من الأطعمة والأدوية والعطور وما يكون كالطعام والشراب ، وذات يوم قد بدلت جميع العلوم على وجه أرضنا ، ولم ينسب لملوكنا قط
مخ ۵۵