بجيش جرار واشتبك معه فى قتال وأنزل به الهزيمة فى وقت قصير ، ثم عبر النهر وحمل غنائم طائلة وعين على خوارزم أحد أقاربه المسمى هو شنك واتجه بالجيش من هناك مرة أخرى إلى غزنين وعين نوابا عنه حتى على نهر واله وأخذ الخراج من التركستان والهند ووصل بالسلامة والنصر إلى طبرستان ، وبعث بواحد من أعيان ثقاته إلى أخيه أنوشروان بالغنائم والهدايا ومعه رسالة مفادها إنك أصغر منى بعدة سنوات وأنت تعلم أنى قد هزمت الخاقان بدون معونتك ومساعدتك وأخذت الخراج من الأتراك والهنود فليس من العدل أن تكون أنت المتوج وأنا تابع فلتدع لى عرش وتاج وخزائن أبى لأخصص لك حسبما تشتهى منطقة أوسع ما تكون ، ومملكة أو فى ما تكون ، فلما وصل الرسول إلى أنوشروان وعرض الرسالة أمر باستدعاء الموابدة وعرض عليهم الرسالة ، فأجابوا بأن كيوس يضع ماء الوبال فى الغربال ويشعل نيران الفتنة قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (الفتنة ، نائمة فمن أيقظها فهو طعم لها).
إن تفعل شرا فسوف تلقى جزاءك ، فعين الزمان ليست نائمة.
لا تزال آثار بيزن ماثلة فى أرجاء البلاط بينما آثار إفراسياب ماثلة داخل السجن ، فأرسل أنوشروان لأخيه بجواب يقول فيه : اعلم أن الزعامة والرياسة متعلقة بالشهامية والعظمة لا بصغر السن ، والدنيا لله يهبها لمن يشاء وعز من قائل «تؤتى الملك من تشاء" ومنذ ألف عام وقد رسخ جذر شجرة التمنى فى قلوب الخلائق دون أن تؤتى ثمارها حتى الآن ، عساك لا تعلم أيها الأخ أن الملك مثلما هو محبوب ومرغوب من قبلك فإنه مطلب جميع القلوب أيضا فالإنسان لا يتعلق بكل ما يمر بخاطره وأن يعلم يقينا أنه لن يخلد والخالق يعرف كيوس من أنوشروان ويجب أن تبعد شياطين الوساوس عن ديوان قلبك ، فالحرص الأسود هو الذى يحرق البيدر ويجلب على الإنسان الغرور والخداع وضع الوحوش فليسلم العقل الرئيس ليسوس الأمر بالسياسة فقد قالوا :
ولا خير فى نفس أصابت سلامة
ونالت كفافا ثم مالت إلى الحرص
فهل بلغ ذمك الأخ أن أبينا حين جاء وقت رحيله إلى عالم الفناء استدعى الموابدة وتشاور معهم واستخاروا الله العظيم فى الملك وجاءت الاستخارة بإسناد الملك إلينا ،
مخ ۱۵۹