149

[خير ما تقرب به الأصاغر إلى الأكابر ما وافق شكل الحال وقام مقام الفال ، وقد بعثت بنصل هندى إن لم يكن له فى قيم الأشياء خطر فله فى قمم الأعداء أثر ، والنصل والنصر إخوان والإقبال والقبول قرينان ، والشيخ أجل من أن يرى أبطال الفال ورد الإقبال [ويكتب أبو العباس الغانمى الجواب التالى :

[قد ألجأنى من طريق الفأل إلى قبول ما أتحفنى به على عادتى فى الانقباض والقناعة من الإخوان بمحبات القلوب دون سائر الأغراض].

** " ذكر آل كيوس"

لقد جرى من قبل أن ملك طبرستان كان قد ظل فى أسرة جشنسف حتى عهد «قباد بن فيروز» ، وكما هى العادة من أن تصاريف الزمان وتقلب الأيام قائم على تبديل الملل ونقل الملك فقد بلغ الزمان بأنسابهم إلى الانقراض ، وقد علم الملك فأوفد كيوس والذى كان على رأس سلالة آل باون إلى طبرستان ، وكان رجلا ذا صلابة وشجاعة وبسالة وسماحة ، وأن له أهل الولاية فطهر بمعاونتهم كل خراسان من الأتراك وحدث أن مزدك بن بامدادان قد أدعى النبوة على نحو ما شرحة الوزير الشهيد نظام الملك الحسن بن على بن إسحاق فى كتاب سير الملوك تفصيلا فألح إبليس فى وسواسه بحيث مال إليه (واعتنق مذهبه) فجاء إليه العادل والذى كان أصغر أبنائه ، وأعلن لومه لأبيه ووصل بالأمر إلى أن قضى على مزدك وشيعته ووصل قياد من الظلم إلى يوم يعض الظالم على يديه فزالت عنه رعاية الخالق وهجره التمتع بالعمر ، وارتشف أنوشروان لذة من كأس الملك وفاز بإقبال الطالع فبلغ هذا الخبر إلى خاقان الترك أن قباد قد رحل عن الدنيا ودفن تحت الحجر فى باطن الأرض

خلت منازلهم عنهم وهل ملأ

لم تخل فى هذه الدنيا منازلهم (1)

فقرع طبل الشماتة ونفخ فى بوق الخصومة وقاد الجيش على شواطئ جيمون ، فلما وقف أنوشروان على ذلك الأمر كتب إلى أخيه كيوس وبعث إليه برسول بأن أجمع من جيوش العرب والعجم فعليك أن تستعد وتتهيأ بحيث تنضم إلى وسوف نجعل الخاقان يندم على ما فعله ، وفى نفس الوقت الذى قرأ فيه كيوس الرسالة اصطحب أهل طبرستان وتحرك بهم إلى خراسان ، وجمع تلك الجماعة وتوجه إلى الخاقان

مخ ۱۵۸