143

الأستاذ أبو الفضل بن العميد وابن أبى الفتح وكان فى العراق على عهده الصاحب الجليل ابن عباد وكاتبه الأستاذ أبو القاسم عبد العزيز بن سويف والصابى أبو إسحاق ابراهيم وشعراؤه ابن نباتة السعدى وأبو الطيب المتنبى والأستاذ أبو بكر الخوارزمى الطبرى وهناك رواية عن الأستاذ أبى بكر الخوارزمى أنه كان له عادة أن يأمر الندماء والشعراء فى أوقات الفراغ بأن يصفوا كل ما كان يقدم إليه فكنا نقول وكان هو يقول أيضا فى وصف ذلك الشىء وذات يوم قدم إليه وعاء به أرز بالحليب ووضعوه على المائدة فقال صفوا هذه وفكرنا جميعا فى هذا فسبق هو الجميع بقوله :

بهطة تعجز عن وضعها

يا مدعى الأوصاف بالزور

وتعجبنا من قوة طبعه وسرعة نظمه ، وقد أقام فى بغداد اثنين وأربعين عاما وكانت تحت إمارته جميع الحجاز واليمن والشام ومصر والعراقين وطبرستان وسائر بلاد فراشواذ جر ولم يحل بمحله عالم قط الا سبقه عند البحث فى العلوم وقد أوقع ملك الروم بدهائه ففتح الولاية وعند ما التحق" بختيار بن معز الدولة بأبى تغلب" لم يرده مرة أخرى إلى أن جاء عضد الدولة إلى هناك وطلب الأمان حيث يقول :

أفاق حين وطئت ضيق خناقة

يبغى الأمان وكان يبغى صارما

وقد ورد فى كتاب سير الملوك للوزير نظام الملك الحسن بن على بن إسحاق حكاية الذهب والقاضى و

الرجل الغريب الذى كان قد أودع ذهبه كوديعة وحكايات أخرى عنه وللصاحب ابن عباد قصيدة فى حقه :

فو الله لو لا الله قال لك الورى

تعال النصارى فى المسيح بن مريم

ويروى أن نوح بن منصور سلطان بخارى بعث إلى حضرته هدايا وتحفا عند ما كان العتبى ذاهبا إلى الحج ، ومن جملتها خمسمائة ثوب فخمة وكتب الكاتب ألقاب نوح عليها فاستاء عضد الدولة من تلك الألقاب واتجه إلى العتبى قائلا [سنجعل قبل عودك من وجهك سواحل جيحون مرابط للجحافل ومراكز للقنا والقنابل] وكان الصاحب ابن عباد رحمه الله ينظم قصائد فى حقه ، [وأما قصيدة مولانا فقد جاءت

مخ ۱۵۲