** ذكر آل بويه وخروجهم من بلاد الديلم وطبرستان وشرح قبيلتهم ونسبهم
وقد ذكر أبو إسحاق إبراهيم بن الهلال الصابى مؤلف كتاب «الصابى فى آثار الدولة الديلمية» بعبارات أكثر غاية فى البلاغة قائلا بالرغم من أنه لا يتيسر لشخص أن يغير على ما صنعه الصابى وأن يبدأ بما يكون نقل عنه أو يكون قد سمع عبارات [أبلغ من الصادين يعنى الصاحب والصابى وبينهما بون بعيد لأن الصاحب كان يكتب كما يريد والصابى يكتب كما يراد] ، أو يكون قد قرأ فى كتاب قولهم [هما هما ووقف فلك البلاغة بعدهما] ولكن طالما لا مفر من النموذج فالكتاب هو تاريخ طبرستان وهم طبريون وكى لا يكون الكتاب خاليا من الحكام والملوك ، فحينما أتى مؤيد الدولة أخو الخليفة الملك عضد الدولة فنا خسرو بن ركن الدولة الحسن بن بويه مع الصاحب أبو القاسم اسماعيل بن عباد رحمه الله إلى طبرستان واسترد الملك من قابوس وحرر جميع القلاع ، وكان قابوس قد جلس معزولا فترة ثمانية عشر عاما فى نيسابور وسوف يأتى إن شاء الله ذكره فى المجلد الثانى ، أما ما يجب معرفته فإنه لا يوجد فى دولة الإسلام قط ملك ذو شرف واتساع ملك ونفاد حكم وقهر وجبروت ورأى وتسلط مثل عضد الدولة وكان عهده فترة رواج بسوق أهل الفضل والبلاغة كأنما الدنيا بقيت تحمل جملة العلوم إلى أن جاء عهده فجاءها المخاض فوضعت حملها من فقه وكلام وحكمة وبلاغة وطب ونجوم وشعر وسائر العلوم التى كانت مطلبا للمحققين البارزين فى عهده ، وسمعت من والدى رحمه الله إذ كان لى ولع بأن أعلم ماذا كان السبب فى أن يولد جميع العلماء من حمل واحد فسألت رستم ابن على عن خسرو شاه منجم الشاه غازى فقال كان حكمه فى أول دور عطارد ، ويقال إن أستاذه ومؤدبه كان أبا على الفارسى وهو الذى كان إمام الأئمة فى النحو واللغة وقد ألف له كتاب «الإيضاح العضدى» كما ألف طبيبه كتاب «كامل الصناعة» باسمه ومن وزرائه
مخ ۱۵۱