141

ديواره وز : والذى يعرف أيضا به مسته مرد وكان لهذين اللقبين سبب الأول حينما انتقل من طبرستان الى بغداد ووصل إلى خدمة شاهنشاه عضد الدولة ، وكما هى العادة من أن الفقيه يلتفت إلى الفقيه فقد نزل عند «على فيروزه» وعرض عليه حاله وسلاسة حديثه وهو يدرك أن عضد الدولة مليك ذو كمال فى الفضل وسيفتن بحديثه وسينقص ذلك من مرتبة قدره عنده فكان يصحبه إلى اللهو ويقول له إن البلاط بالغ العظمة وأن مثلك ليس لديه سابق معرفة يحتاج إلى وقت طويل ، وفرصته من الزمن حتى يتمكن من إيجاد مكان له عسى أن يسأم ذلك الشاعر الطبرى الغربة ويطلب منه الإذن بالعودة ، فلما انقضت شهور على هذه الحال ووقف على غيرة مواطنه ، وذات يوم كان عضد الدولة قد أقام مجلس لهو وطرب فى بعض الحدائق فذهب إليه وجرى إلى سور الحديقة وتسلل بهدوء إلى الداخل وجلس متواريا بين شجيرات الورد والأشجار ، حتى بلغ المجلس منتصفه وكان القواد والمقدمين يتجولون فى أرجاء الحديقة متناثرين ، فوقعت عليه عين أحدهم فأمسك به وألح عليه بالسؤال بالضرب والصفع قل صدقا من أنت وما سبب هذه الجرأة التى أنت عليها ، فعلا صياح الشاعر وهو يرجو العفو ، فبلغ الصوت إلى مسامع عضد الدولة فسأل عن الأمر فأطلعوه عليه فأمر بأن يمثل هذا الشخص بين يديه فلما قبل بساطه عرض قصته مع على فيروزه وقرأ القصيدة التى كان قد نظمها فتعجب عضد الدولة من قوة الكلام وجودة معانيه وقال إنك تكذب فمن العجب أن يأتى هذا الكلام من مثلك ، ونظر إلى ما حوله حيث كانت تلك عادته وطلب منه أن ينظم شيئا على البديهة وقدرا كانت تجلس جارية مطربة ترتدى رداء حريريا أزرقا وقد جمعت كم ردائها حول نفسها فقال للشاعر إن لم تكن هذه القصيدة منحولة فصف هذه الجارية فنظم :

كو سدره تيلة بداوا أين

وأديم كته ديم اى مردمون وشاين

فبالغ عضد الدولة فى إكرامه وجعل اسمه بين قائمة شعرائه وندمائه ولقبه (بديواروز) وحضر إلى آمل بعد وفاة عضد الدولة ، وحينما كان" قابوس شمس المعالى" ملك طبرستان احتسى الشراب نهارا فى آمل مع الندماء وكان منزله قريبا بباب الناصر الكبير فعلم فقهاء وخدام المشهد فأمسكوا به وأقاموا عليه الحد فى أرجاء المدينة ثم سجنوه فعرض أمره على شمس المعالى فطيب خاطره وأكرمه ولقبه بالرجل الثمل من شعره :

مخ ۱۵۰