الجزء الثالث ؛ فلم يكن هناك ضرورة بعد إلى وجود جزء رابع وما تحتويه النسخ الأخرى غير (ألف)، ونقصد تلك المقدمة التى اضطررنا إلى طبعها لعدم وجود حيلة أخرى ، فإنها تضم قسما رابعا فى باب استيلاء" آل باوند" مرة ثانية حتى نهاية آخر دولتهم ، وهو نفسه دليل على تصرف الآخرين فى التقسيم الأصلى للمؤلف ، إذ إنه وفقا للتفصيل المذكور أعلاه قد حرر المؤلف كتابه فى ثلاثة أجزاء ، وعليه يمكن أن موضوع هذا القسم الرابع أى تاريخ الفترة الأخيرة من استيلاء" آل باوند" على" مازندران" حتى نهاية آخر دولتهم ، لم تكن بهدف عناية" محمد بن حسن بن إسفنديار" بدليل أن آخر فترة لاستيلاء" آل باوند" تبدأ حوالى 635 ه وبحسام الدولة" أردشير بن كينخواز" أحد أعقاب" آل باوند" القدامى وأخرهم أيضا هو" فخر الدولة حسن" الذى قتل فى عام 750 ه وشرح أوضاع هذه الفترة من تاريخ ملوك" باوند" هو نفسه ما جاء فى النسخ المعتادة من" تاريخ طبرستان" وهو ما أخذه الآخرون من" كتاب أولياء الله" وألحقوه بآخر نسخة" محمد بن حسن بن إسفنديار" والتصرف الذى تم فى المقدمة إنما تم لتبرير هذا الهدف على ما يبدو بحيث لا تخلو نسخ" تاريخ طبرستان" من هذا القسم أيضا ، وهو الذى أسموه بالقسم الرابع.
وأكثر المواضع فى النسخة (ألف) ليس بها عناوين للموضوعات أو الفصول بل وأحيانا يترك مكانها خاليا فى هذه النسخة ، وقد أخذناه من النسخ الأخرى (ى) وذلك لتوضيح الموضوعات ، إلا أنه لا يطمئن إلى أن اختيار هذه العناوين قد تمت من قبل المؤلف الأصلى ، ويبدو أن واحدا هو الذى قام بهذا الأمر وقد اختار هذه العناوين بما يتناسب مع الموضوعات التى تحتها ففى ص 189 على سبيل المثال تحت عنوان" حكاية فتنة أهل رستمدار" وكلمة" رستمدار" تعد بالنسبة لعصر المؤلف للكتاب كلمة مستحدثة ويعد استعمال هذه الكلمة بدلا من" رويان" أمرا جديدا ، فلا يرى لها أثر لا فى الكتب السابقة على عهد" ابن إسفنديار" ولا فى كل" تاريخ طبرستان" الخاص به ، ونفس الأمر يوقفنا على أن هذا العنوان وأمثاله لا يرجع إلى المؤلف الأصلى للكتاب ، والنسخة (ألف) أيضا فيها خلط خاص بالأقسام وبالقطع سقطت منها أقسام ، وبما أن كافة النسخ ناقصة أيضا فلم يتيسر لنا تدارك هذا النقص وتعويضه بأى وجه من الوجوه ، ولهذا بقى النص على حاله مضطربا وناقصا ومعظم هذه الأجزاء يرجع إلى
مخ ۱۶