وسهل القاع:
يبدأ حيث ينتهي سهل المرخاء، ويمتد جنوبا إلى رأس محمد مسافة تسعين ميلا تقريبا، وعرضه عند مدينة الطور نحو 14 ميلا، ولكنه من مصب فيران إلى مدينة الطور يتقهقر نحو البر، فيفصل بينه وبين البحر جبال مستطيلة قليلة الارتفاع، أشهرها جبل حمام موسى، وجبل الناقوس، وسيأتي ذكرهما. (1-2) الرملة
وفي الشمال الغربي من بلاد الطور مما يلي جبال التيه سهل رملي فياح يدعى «الرملة»، وفيه قبران يزاران: قبر الشيخ حبوس في وسطها، وقبر الشيخ القري في غربيها، وقد عرف هذا القسم برملة القري نسبة إليه، وعرف القسم الجنوبي الشرقي منها برملة حمير نسبة إلى جبل هناك يعرف بهذا الاسم.
ويعرف السهل المرتفع الجامد التربة عندهم بالعلو، من ذلك: «علو العجرمية» على نحو أربع ساعات من الدير غربي وادي الشيخ، ومساحته نحو ستين ميلا مربعا، «وعلو سند» على نحو ساعة إلى الشرق من النبي صالح، ومساحته نحو 20 ميلا مربعا.
هذا، وتعرف «بالفارعة» جميع البلاد الواقعة ضمن دائرة، تمتد من نقب حبران، فنقب هاوة، فالوطية، فرأس سعال، فجبل الظلل، فوادي السيق، فوادي برق، فبويب فيران إلى أن تعود إلى نقب حبران، وهي تشمل علو العجرمية، وقسما كبيرا من وادي الشيخ، ووادي الأخضر وفروعهما، وفي اللغة: فارعة الطريق: أعلاه ومنقطعه، وفارعة الجبل أعلاه، يقال: «انزل بفارعة الوادي واحذر أسفله.»
هذا وليس في بلاد الطور كلها من المدن العامرة إلا مدينة الطور، وسيأتي ذكرها. (2) بلاد التيه
وأما بلاد التيه، وتعرف أيضا ببرية التيه، فهي سهل عظيم مقفر، جامد التربة، يتخلله بعض الجبال، وتغطيه طبقة رقيقة من فتات الصوان، مساحته نحو عشرة آلاف ميل مربع، وعلوه نحو 1500 قدم عن سطح البحر، ويخترقه من الجنوب إلى الشمال وادي العريش العظيم وفروعه، وفي وسطه بلدة نخل الشهيرة، وسيأتي ذكرها وذكر وادي العريش تفصيلا.
ويفصل بين بلاد التيه وبلاد الطور سلسلة عظيمة من الجبال، تعرف «بجبال التيه»، تمتد من تجاه السويس إلى تجاه العقبة، في شكل قوس عظيمة تحديبها إلى الجنوب، والمشهور أنها البلاد التي تاه فيها بنو إسرائيل، ومن ذلك اسمها، وقد سألت بعض مشايخها عن سبب تسمية بلادهم بالتيه، فقالوا: «خرج سيدنا موسى من جبل الطور، ومعه أربعون نبيا قاصدين القدس الشريف، فلما دخلوا التيه اختلفوا في الطريق الموصل إلى القدس، فذهب موسى في طريق أوصلته إليها في بضعة أيام، وذهب الأربعون نبيا في طريق أخرى فدخلوا برية التيه، وتاهوا فيها أربعين سنة فسميت بالتيه.» (3) بلاد العريش
وأما بلاد العريش فهي سهول متسعة من الرمال، يتخللها بقاع صالحة للزراعة، مساحتها بالتقريب نحو خمسة آلاف ميل مربع، وحدها الطبيعي من الجنوب الفاصل بينها وبين بلاد التيه جبل المغارة، وحدها الإداري الذي عين لها سنة 1895، يبدأ من ميناء رفح على البحر المتوسط، ويمتد على درب الحجر حتى يلاقي الدرب المصري عند صنع المنيعي ، فيسير معه إلى ذراع الحر شرقي القريعي، ثم ينحرف عنه غربا إلى رجم القبلين فريسان عنيزة، فعجيرة الحاد، فاللجمة، فحماد الضبعان، فالشيخ حميد، فالخريق، فنقب المريحيل، فأبورجوم، فالفريرة، فأم ضيان، فالمرقب، فالحمة، فكثيب حبشي إلى البحيرة المرة في ترعة السويس. ولكن هذا الحد قد امتد شرقا سنة 1906 كما سيجيء، ولا يوافق تقسيم القبائل؛ إذ يشطر القبيلة الواحدة شطرين، شطرا تابعا في الإدارة لبلاد العريش، والشطر الآخر لبلاد التيه، فلا بد من إعادة التحديد. (3-1) الجفار
وقد أطلق مؤرخو العرب على معظم بلاد العرش اسم الجفار؛ لكثرة الجفار بأرضها، والجفار جمع جفر، وهي البئر الواسعة القريبة القعر لم تطو.
ناپیژندل شوی مخ