تقدمة الكتاب:
هذا ولما كان صاحب المعالي السردار الحالي وحاكم السودان العام، الجنرال الفريق السر رجينولد ونجت باشا هو المشرف على سيناء بصفته سردار الجيش المصري، وقد اشتهر بحب العرب، ولغة العرب، وبلاد العرب، وكان المروج الأكبر للإصلاح في سيناء والسودان؛ لذلك كله رأيت أن أجعل كتابي هذا تقدمة له، فاستأذنته في ذلك، فتكرم بقبول التقدمة بعبارة دلت «على ثقته بفائدة الكتاب، وحسن إنشائه، وأمل له نجاحا عظيما». وقد بذلت جهدي في أن يكون كتابي هذا جديرا بثقة معاليه، وثقة أدباء هذا العصر الكرام الذين غزرت مادة علمهم، حتى أصبحوا لا يرضيهم إلا الجيد النفيس من التأليف، فإن كنت قد أجدت فذلك فضل من الله، وإلا فعذري قصر الوقت أو قصر الوقت والباع معا، والحمد لله أولا وآخرا.
نعوم شقير
مصر، القاهرة في 27 مارس سنة 1916
الباب الأول
في جغرافية سيناء الطبيعية
الفصل الأول
في حدود شبه جزيرة طور سيناء وأسمائها
«شبه جزيرة طور سيناء» بلغة الشاعر: قنطرة النيل إلى الأردن والفرات، وبلغة الناثر: الوصلة البرية بين أفريقيا وآسيا، وبعبارة أخص هي تلك البادية الشهيرة التي تصل القطر المصري نفسه بقطري سوريا والحجاز، وقد أخذت شكل مثلث قعد على البحر المتوسط وانقلب على رأسه، فدخل كالسفين في رأس البحر الأحمر، وشطره شطرين هما خليج العقبة وخليج السويس.
وشبه الجزيرة في الأصل هي البلاد الواقعة بين هذين الشطرين المعروفة الآن ببلاد الطور، ثم امتدت إداريا فشملت بلاد التيه، ثم بلاد العريش في الشمال، فأصبح حدها من الشمال البحر المتوسط، ومن الغرب ترعة السويس وخليج السويس، ومن الجنوب البحر الأحمر، ومن الشرق خليج العقبة، وخط يقرب من المستقيم يبدأ من رأس طابا على رأس خليج العقبة، وينتهي بنقطة على شاطئ البحر المتوسط عند رفح. (1) أسماؤها
ناپیژندل شوی مخ