ويسكن جزيرة سيناء من قبائل هتيم:
مطير: ومنهم الدواغرة سكان الزقبة من بلاد العريش، وقد مر ذكرهم.
والعرينات: ويسكنون جبل الحلال مع التياها البنيات، ومنهم جماعة على شاطئ البحر المتوسط يصيدون السمك.
والملالحة: ويسكنون العجرة مع الترابين والسواركة، وهم أحقر قبائل هتيم.
وفي تقاليد البدو في أصل هتيم: أنه لما أعاد مسعود بن هاني بناء الكعبة، تأخر عرب هتيم عن الاشتراك في بنائها، فبناها بقبيلته وألزم هتيم بالخاوة، وقال لقبيلته: «لك هتيم بمالك تشريه ودون رقبتك تؤديه»، ولا يبعد أن يكون هتيم من سكان جزيرة العرب الأصليين الذي غلبوا على أمرهم، ولم يمكنهم المحافظة على كرامتهم بين العربان، فعاشوا معهم على صغار، ومن أمثلة أهل سيناء في هتيم: «الهتيمي كثير ناسه قليل باسه»، «ولا يتلف الأصل غير الهتيمي المقر والعبد الزفر.»
الصليب:
وفي حكم هتيم بدو يعرفون بالصليب يسكنون غالبا برية الشام، ولا يأتون سيناء إلا نادرا ، وصناعتهم عمل الفئوس الزراعية ورماح الحراب، وعمال الأخراج والمخالي، وقنيتهم الحمير ليس إلا، وحميرهم مشهورة بحسن الجري ولطافة اللون، فإذا ارتحلوا حملوا عليها خيامهم وأثقالهم، وإذا نزلوا ضربوا خيامهم وراء مخيمات العرب، واشتغلوا بصناعتهم وذهبت نساؤهم تستعطي، وهم محتقرون كبدو هتيم ويستعار اسمهم للشتم، فيقال في الشتائم «يا صليب العرب»، كما يقال «يا هتيم العرب»، ويظهر من صناعتهم ونوع معيشتهم ومجمل حالهم أنهم كانوا حضرا فقذفتهم الحروب إلى البادية، فعاشوا مع البدو «بالخاوة».
وقد ظن بعض المحققين أنهم من بقايا الصليبيين بدليل اسمهم ومسكنهم، وطول شعرهم، وبياض لونهم، ووجود العيون الزرق فيهم، ومن أصحاب هذا الرأي العلامة سليمان أفندي البستاني، ناظر النافعة والزراعة في المملكة العثمانية الذي خبر البدو في بادية بغداد زمانا طويلا.
النور:
وينتاب جزيرة سيناء النور، فيتعاطون فيها الشحاذة، وبصر البخت، وعمل المناخل، والرقص في الأفراح، وهم أحط أنواع البدو، وحالهم معروف في كل البلاد.
ناپیژندل شوی مخ