ومن الحويطات قبيلة كبيرة في مصر في مديرية القليوبية، وعمدتهم فيها الشيخ سعد بن شديد، وله منزل في القاهرة ومنزل في أجهور الصغرى، وهو من المشايخ النبلاء.
ومنهم حويطات حسما والعقبة، وهم هناك فريقان: «العلويون» المار ذكرهم، وكبيرهم الشيخ حسن بن جاد، «والعمران » وكبيرهم الشيخ قاسم الهليل وسيأتي ذكرهم.
وقد اشتهر عن الحويطات الميل إلى التعدي والسرقة، حدثني بعضهم عن رجل من الحويطات يدعى سليم العشا، أنه قصد في إحدى الليالي حيا من أحياء عرب بلي والناس نيام، فرأى أرجوحة معلقة في سقف الخيمة فظنها زق سمن، فتسرق حتى دخل الخيمة، وقطع الأرجوحة بسكين وحملها على ظهره، وجد في السير حتى أعياه التعب، فأنزل الأرجوحة عن ظهره وفتحها، فإذا بها عجوز شمطاء قد أنهكها العجز والمرض، وكان أهلها قد رفعوها عن الأرض خوف الرطوبة، فصب الحويطي عليها وابلا من الشتائم ثم تركها وانصرف، قالوا: وهي حادثة واقعية وقعت قريبا في جهة ضبا من أرض الحجاز. (3-3) قبائل بلاد العريش
يسكن بادية العريش قبائل السواركة، والرميلات، والمساعيد، والعيايدة، والأخارسة، والعقايلة، وبلي البررة، وأولاد علي، والقطاوية، والبياضيين، والسماعنة، والسعديين، والدواغرة.
السواركة:
أما «السواركة» فأكثر قبائل سيناء عددا، وفروعها الرئيسة: العردات، والدهيمات، ومنهم الجريرات، والمحافيظ، والفلافلة، والخناصرة، وعمدتها الشيخ سلام عرادة من العردات، ويقال للعردات غز العرب لامتيازهم عن سائر البدو جيرانهم بنظافة المأكل والملبس، واشتهر الجريرات بالصلاح والتقوى، ومنهم أبو جرير الذي يحلف العرب بردنه الآن، وأبو جرير الولي المدفون في مدينة العريش.
ويمتاز السواركة عموما بكثرة العدد وضعف الرأي، ويلقبون بأولاد الظروة، والظروة عندهم هي المرأة التي خالط الشيب سواد شعرها، وأما نسبتهم إلى الظروة فقد قيل فيه: إن رجلين من ذرية عكاشة الصحابي، وهما نصير ومنصور، هاجرا من بلادهما ونزلا ضيفين على رجل من عرب بلي في وادي الليف، وكان نصير متزوجا من عرب قبيلته، وأخوه منصور عازبا، فرأى عند مضيفه بنتا ظروة فتزوجها، وجاء الأخوان بامرأتيهما إلى بلاد العريش، فكان من نصير بدنة العردات، ومن منصور سائر بدنات القبيلة.
والرميلات:
أما الرميلات فأهم فروعها البسوم، والشرطيين، والعوابدة، والسننة، والعجالين، وشيخهم الحالي سليمان معيوف الملقب بأبو صيبع من البسوم، وهي أكبر البدنات، وكان الرميلات قديما يسكنون «القرارة» في برية خان يونس من أعمال فلسطين، ثم ارتحلوا إلى بلاد العريش بسبب حروب نشبت بينهم وبين الترابين، وانضموا إلى السواركة «بالأخوة»، وصاروا معهم قبيلة واحدة، واشتهر الرميلات بحب الخصام، وقد عير شيخهم أبو صيبع في ذلك فقال: «الرميلات رجال إذا كان الحق لهم أخذوه عنوة واقتدارا، وإن كان عليهم لم يمكنوا الخصم منه إلا بكل مشقة.»
ويسكن السواركة القسم الشرقي من بلاد العريش؛ أي القسم الواقع بين خط الحد الشرقي وبئر العبد شرقا وغربا، وبين البحر المتوسط ورجم القبلين شمالا وجنوبا، وأهم أملاكهم الجورة المار ذكرها، ويسكن إخوانهم الرميلات في جهة رفح على الحدود، وأما باقي قبائل العريش فتسكن القسم الغربي، وتعرف «بعربان بر قطية»، وهي فروع صغيرة من القبائل المعروفة بهذه الأسماء في مديريتي الشرقية والقليوبية، إلا المساعيد فإن إخوانهم في مصر يعرفون بأولاد سليمان كما مر، وقد كانت مع أصولها تابعة في الإدارة للمديريتين المذكورتين، ثم ألحقت بإدارة العريش بعد فتح ترعة السويس وهي:
ناپیژندل شوی مخ