مسجد فاضل مبارك لتزداد بصيرة ونية، وتجعل دعاءك فيه خالصا طلبا للرغبة والمغفرة لأن تعظيم رغبة السائلين إلى الله عز وجل فيه إذا دعوا الله بالنية الخالصة والسريرة الصالحة وإن كان الله عز وجل مجيبا لكل من دعاه ورجاه بالمواضع كلها [103- ب] فإن الله تعالى قد يخص موضعا من المواضع لمن يشار من خلقه حيث يشاء من أرضه، ليكون الدعي يرتجي الإجابة في دعوته وسرعتها عند قصد ذلك الموضع ويرتقب منه الإجابة، فجعل الله ذلك منه منة على خلقه وتفضلا على عباده حتى يكون يقصد إليه في هذا البلد كما جعل مواضعا فيها إجابة من دعاه فيها من خلقه فيكون دعاءك في خلاصك من العذاب إذا صليت فيه فإنه مبارك الأساس.
بعد مسجد الجماعة بصنعاء لأن فروة بناة وأسسه وقعد فيه قال كثير من الناس: ان النور لا يكاد يبرح (1)، يرى في هذا المسجد بالليل وهذا بركة فروة إن شاء الله تعالى لأن فروة بركة من بركات رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لأن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بعثه أميرا على صنعاء واليمن فهذا المسجد فيه بركة وبقية أثر من أثر من صحبه إذ الله تعالى قد جعل لأصحابه ومن أمر به نورا من أنواره يبين في بلاده قال الله عز وجل (أومن كان ميتا فأحييناه) يعني كافرا بهذا (وجعلنا له نورا يمشي به في الناس) (2).
وكان فروة أميرا من أمرائه (عليه السلام). وذكر الكشوري ان مسجد فروة مسجد مبارك قال: وأنا أذكر أساسه يوم وضعت حجارته، ثم عمره ابن الروية بعد، وكان فروة هو الذي أسسه.
قال: وكنت أنا ومحمد بن أحمد الشعوبي وابن الجساس (3) لا نزال نرى فيه النور، قال حدثني علي بن عبد الوارث قال حدثني محمد بن
مخ ۱۶۶