وقد توفي محمد علي باشا في الحبشة سنة 1877 عندما رافق الأمير حسن باشا ابن الخديو إسماعيل باشا رئيس الحملة المصرية هناك، وترك بعض تآليف مفيدة، منها كتاب «غاية الفلاح في أعمال الجراح» وغيرها، وتولى رئاسة المدرسة الطبية ومستشفيات الحكومة وتخرج على يده كثير من مشاهير الأطباء المصريين، واشتهر بين أبنائه الدكتور أحمد باشا حمدي. (5) سورية
أحمد جودت باشا؛ مؤسس جريدة «فرات» في حلب .
جريدة أسبوعية رسمية صدرت في 19 تشرين الثاني 1865 بعناية راشد باشا والي ولاية سورية، وهي تظهر في أربع صفحات كبيرة، نصفها تركي يكتب بقلم مكتوبي الولاية، والنصف الآخر عربي يقوم بتحريره أحد الكتبة الدمشقيين الذين نعرف منهم أديب نظمي صاحب جريدة «الكائنات» حالا، ومحمد كرد علي صاحب مجلة «المقتبس» وجريدة «المقتبس» أيضا. وليس لهذه الجريدة «سورية» شأن في عالم الإنشاء والآداب والسياسة؛ لأنها مختصة بنشر أوامر الحكومة ونظاماتها، والحوادث الرسمية في الولاية من عزل ونصب، مع إعلانات دوائر الحكومة، وهي ما برحت حتى اليوم بإدارة مدير تحريرات الولاية.
وأول من رتب أحوالها ونظم مطبعتها كان خليل الخوري اللبناني منشئ جريدة «حديقة الأخبار» البيروتية، فلما انتظمت شئونها تركها بعدما تخرج على يده بعض العمال الماهرين، وآخر الذين تولوا إدارتها مصطفى واصف صاحب امتياز جريدتي «الشام» و«السكة الحجازية» سابقا. (6) الشركة الشهرية
مجلة شهرية أنشأها يوسف بن فارس الشلفون في غرة كانون الثاني 1866 بقطع صغير، ونشرها في المطبعة العمومية، وكان كل جزء منها تبعا لرتبته العددية يعرف بالشهر الأول والشهر الثاني والشهر الثالث، بدلا من الجزء الأول والجزء الثاني والجزء الثالث ... إلخ. فعاشت هذه المجلة ثمانية شهور ثم احتجبت لقلة مباحثها وعدم إقبال القوم على مطالعتها؛ لأن منشئها اقتصر على أن ينشر فيها نبذا من كتب الأقدمين أو قصصا مترجمة عن كتبة الإفرنج المحدثين، فأجزاؤها الثلاثة الأولى تضمنت نبذة من تاريخ «يوسيفوس بن كربون» اليهودي، ونشرت في الرابع والخامس قصة «منتوكريستو» لإسكندر دوماس مترجمة بقلم سليم صعب، وحوى السادس نبذة في «تهذيب الأخلاق» لأبي زكريا بن عدي، وطبع في السابع ديوان السلطان خليل الأشرف، وظهرت في الجزء الثامن والأخير «لامية العجم» للطغرائي. (7) النشرة الشهرية
هو اسم لجريدة شهرية دينية مصورة ذات ثماني صفحات صغيرة، أنشأها الدكتور كرنيليوس فان ديك، وقد ظهر عددها الأول في غرة كانون الثاني 1866 على أنقاض الصحيفة المسماة «أخبار عن انتشار الإنجيل في أماكن مختلفة» المار ذكرها، وكانت الغاية من إصدارها بث تعاليم المذهب البروتستانتي، مع إذاعة أخبار المبشرين به وأعمالهم بين الشعوب الناطقة بالضاد، فكان يحرر فيها قسوس الطائفة الإنجيلية وأبناؤها كالدكتور المشار إليه، والمعلم شاهين سركيس، وأخيه المعلم إبراهيم سركيس، والأستاذ رزق الله برباري وسواهم، وبعدما عاشت خمس سنين كاملة خلفتها عام 1871 جريدة «النشرة الأسبوعية» التي لم تزل حية إلى الآن، وفي العام الأخير من عمرها جرى بينها وبين مجلة «المجمع الفاتيكاني» الخاصة بالآباء اليسوعيين جدال يتناول بعض المسائل المختلف عليها بين الكاثوليك والبروتستانت، وكانت هذه الجريدة مكتوبة بعبارة بسيطة ملائمة لأهل ذلك العصر خاصتهم وعامتهم. (8) وادي النيل
هو عنوان مجلة سياسية علمية أدبية أنشأها سنة 1866 عبد الله أبو السعود ناظر المدرسة الكلية التي أسسها محمد علي باشا الكبير في القاهرة، وهي أول صحيفة عربية تناولت هذه المباحث في القطر المصري، وكانت تصدر مرتين في الأسبوع مكتوبة بعبارة صحيحة وأفكار راقية وذوق سليم، ولا غرو فإن أبا السعود اشتهر بين علماء زمانه بفنون الإنشاء شعرا ونثرا، وعاشت جريدة «وادي النيل» اثنتي عشرة سنة حتى تعطلت عام 1878 بوفاة صاحبها، وكان الخديوي إسماعيل من أكبر المساعدين لها؛ لأنها كانت تخدم أفكاره بإخلاص تام واعتدال المشرب من دون أن تتعرض في جميع مباحثها للشئون الدينية. (9) فرات
صحيفة أسبوعية رسمية أسسها الوزير الخطير والمؤرخ التركي الشهير جودت باشا والي حلب سنة 1867م/1284 هجرية، وخصصها بنشر أخبار الولاية المذكورة وأوامر الحكومة وإعلاناتها، وكانت تطبع أولا في اللسانين العربي والتركي ، ثم أضيف إليهما في السنة الثانية قسم ثالث باللغة الأرمنية، فدام سنة ونصف سنة. وهي الآن تنشر فقط باللغتين الأوليين؛ أي العربية والتركية. وبعد إعلان الدستور في السلطنة العثمانية سنة 1908 اتسع نطاق مباحثها وتحسنت عبارتها وأخذت تنشر المقالات المفيدة سياسيا واجتماعيا وزراعيا واقتصاديا لمنفعة قرائها، وبعد أن كان لا يطالعها سوى أرباب المصالح ورجال الحكومة صارت كسائر الجرائد السيارة يقرؤها التاجر والكاتب والصانع والزارع والكبير والصغير. وأول من تولى كتابة قسمها العربي كان أحمد مصطفى زاده، وقد خلفه السيد عبد الرحمن الكواكبي الشهير مدة خمس سنين، ثم تولاها الشيخ كامل الغزي، وغيرهم، حتى انتهت اليوم كتابة القسم المذكور إلى حنفي أفندي، أما إدارتها وشئون مطبعتها فمتعلقة بجبرائيل برغود منذ سنين عديدة. (10) المشتري
فرنسيس مراش؛ منشئ المقالات الشائقة في «الجوائب» و«المشتري» و«المجمع الفاتيكاني» و«البشير» و«النحلة» و«الزهرة» و«الجنان» و«الجنة» و«مرآة الأحوال» و«النشرة الأسبوعية».
أنا لا أرى في الأرض شيئا يروقني
ناپیژندل شوی مخ