حقا وإيجابا مدى الآباد
ولما مات الشيخ ناصيف اليازجي سنة 1871 رثاه أحمد فارس على صفحات الجوائب، وانتقده في معرض التأبين، وكان موضوع الانتقاد لفظة «فطحل» كأنها وردت في مقامات كتاب «مجمع البحرين» ساكنة الثاني وقد يكون ذلك غلطا مطبعيا، فانتصر الشيخ إبراهيم اليازجي لأبيه على صفحات مجلة «الجنان» لبطرس البستاني، فحمل عليه أحمد فارس وقابله بكلام جارح، فقام الشيخ إبراهيم ورد عليه ردا طويلا بليغا وضمنه بيتين دلا على أدبه الجم ونفسه الكبيرة:
ليس الوقيعة من شأني فإن عرضت
أعرضت عنها بوجه بالحياء ندي
إني أضن بعرضي أن يلم به
غيري فهل أتولى خرقه بيدي
1
ومن تلك المناظرات أيضا أن الشيخ سعيد الشرتوني انتقد كتابا لأحمد فارس يسمى «غنية الطالب ومنية الراغب» في الصرف والنحو وحروف المعاني، ثم جمع هذه الانتقادات في كتاب سماه «السهم الصائب في تخطئة غنية الطالب» وطبعه سنة 1874 في بيروت، وقد كبر هذا الأمر على صاحب الجوائب؛ فاستنجد الشيخين يوسف الأسير وإبراهيم الأحدب، فألف كل منهما ردا على الكتاب المشار إليه، ومع شدة ميلهما الى المستنجد لم يسعهما أن يفرا في كثير من المواضع من الإقرار بصوابية الانتقاد، وقد وقفنا على قصيدة شائقة رثى بها الشيخ سعيد الشرتوني مناظره أحمد فارس، نورد منها الأبيات الآتية:
إن المنية أنشبت بالكاتب
أظفارها فغدا صريع معاطب
ناپیژندل شوی مخ