صدق المؤرخ إذ روى في حقه
تفنى الدهور وليس يفنى ذكره
ظهرت الوقائع المصرية في أول عهدها في اللسان التركي فقط، ثم برزت في اللغتين العربية والتركية، ثم عادت تركية محضة ثم عربية خالصة ولم تزل. وهي تصدر الآن ثلاث مرات في الأسبوع في اثنتي عشرة صفحة متوسطة الحجم، وكانت قبل ولاية الخديو إسماعيل تصدر غير منتظمة فرتب أحوالها وجعل لها إدارة خاصة بها.
وقد تولى تحريرها بعد الطهطاوي كثير من أرباب الشهرة الواسعة في العلم وهم: أحمد فارس الشدياق اللبناني، وحسن العطار، والسيد شهاب الدين محمد بن إسماعيل المكي، والشيخ أحمد عبد الرحيم، والشيخ مصطفى سلامة، وصالح مجدي بك، والشيخ محمد عبده، وعبد الكريم سلمان، والشيخ سليمان العبد، وسواهم. أما إدارتها ومطبعتها فمنوطتان برجل إنكليزي كسائر المصالح المصرية. (3) المبشر
لويس فيليب الأول ملك الفرنسيس؛ مؤسس جريدة «المبشر».
صحيفة رسمية أنشأتها حكومة فرنسا في 15 أيلول سنة 1847 باللغتين العربية والفرنسية لعموم ولاية الجزائر في المغرب الأوسط، وكان ذلك في عهد الملك لويس فيليب الذي غزا بجيوشه البلاد المذكورة التي كانت خاضعة للأمير عبد القادر الجزائري الشهير، فشاء هذا الملك أن تكون لأهلها صحيفة خاصة بهم ترشدهم إلى سبيل العلم والحضارة والزراعة والتجارة والصناعة أسوة بسائر الدول الإسلامية سيما السلطنة العثمانية والخديوية المصرية، ثم صدر أمره الملكي بإخراج هذا الفكر إلى دائرة العمل، فكانت تصدر مرتين في الشهر بحجم صغير في ثلاث صفحات وفي كل صفحة أربعة أعمدة، وهي من حيث قدمة العهد ثالثة الجرائد العربية في العالم كله. ولهذه الجريدة مجموعتان إحداهما محفوظة في مكتب الإدارة والأخرى في خزائن المكتبة العمومية في عاصمة الولاية. وللمبشر ثلاثة أدوار أولها من يوم نشأته إلى سنة 1884، والثاني إلى سنة 1905، والثالث إلى الزمان الحاضر. وكانت عبارته ركيكة في بادئ الأمر ثم أخذت بالتحسين تدريجا حتى صارت صحيحة الإنشاء، وكانت تستعمل فيه أولا لفظتا «الرسائل الخبرية» بمعنى الجريدة، وبعد ذلك درج بدلا منهما استعمال «الورقة الخبرية» بالمعنى المذكور.
وأول الذين تولوا إدارته كان السيد أرنو
Arnaud
مدة ثلاثين سنة، وخلفه المستعرب الشهير ميرنت
Mirante
ناپیژندل شوی مخ