144

د عربي صحافت تاریخ

تاريخ الصحافة العربية

ژانرونه

ولبث الشيخ يوسف الأسير سبع سنين في الأزهر حتى نبغ في جميع العلوم كالفقه واللغة والحديث والتوحيد والتفسير والشعر والمنطق وصار إماما يرجع بها إليه، ثم عاد إلى صيدا فلم يطل الإقامة فيها بعدما درس وهذب الطلبة الذين كانوا يتهافتون من كل صوب إليه، فسافر إلى طرابلس الشام وهناك قضى ثلاثة أعوام، فأخذ عنه العلم كثير من فضلاء سكانها وغيرهم، نخص منهم بالذكر السيد يوحنا الحاج بطريرك الموارنة، ويوحنا الحبيب مؤسس جمعية المرسلين المارونية. وكانت بيروت في ذاك الحين أخذت تزهر بالمدارس والمطابع؛ فاختار الإقامة فيها، وتولى في أثناء ذلك رئاسة كتاب محكمتها الشرعية، وكلفه المرسلون الأميركان بتصحيح عبارة الكتاب المقدس الذي ترجموه من لغاتها الأصلية إلى اللسان العربي. وعلم بعضهم اللغة العربية كالدكتور عالي سميث والدكتور كرنيليوس فان ديك، ونظم لهم كثيرا من الترانيم المستمدة مواضيعها من المزامير والكتاب المقدس، وهي مطبوعة بأسرها ومستعملة في الكنائس الإنجيلية، ثم تولى منصب الفتوى في عكا وتعين مدعيا عموميا مدة أربع سنين في جبل لبنان على عهد متصرفه الأول داود باشا، وقد كتب حينئذ مقالات في جريدة «لبنان» الرسمية التي أشار إليها في هذه الأبيات:

نرى لبنان أهلا للتهاني

فقد نال الأمان مع الأماني

وأضحى جنة من حل فيه

قرير العين مسرور الجنان

وجدت للعلوم به دروس

وكانت في الدروس وفي التواني

وللأخبار قد وجدت سلوك

كذلك طبع ذي الصحف الحسان

ثم انتقل إلى الآستانة حيث تعين أستاذا للسان العربي في دار المعلمين الكبرى، وتولى رئاسة التصحيح في نظارة المعارف وكتب في جريدة «الجوائب» لمنشئها أحمد فارس. وأثناء إقامته في العاصمة العثمانية أخذ العلم عنه بعض أعاظم رجالها كالصدر الأعظم رشدي باشا شرواني، وأحمد جودت باشا وزير المعار، ووصفي أفندي رئيس كتاب شورى الدولة، وذهني أفندي رئيس مجلس المعارف، والمسيو بوره سفير فرنسا، وغيرهم.

ناپیژندل شوی مخ