والله يعلم السر لي
بفراق عجلون جلد
وأهليها في مهجتي
كل أضر من الولد
جمر اشتياقي نحوهم
بشغاف قلبي قد وقد
وفي الجملة فهي أبيات طويلة لا ضرورة إلى إيراد ما بقي منها.
وقوله «موردها ثمد» يشير إلى قلة مائها، وكان ذلك قديما في أيامه، أما الآن فقد كثر ماؤها، وتجدد بها آبار وعيون.
قال القاضي الفاضل شهاب الدين بن فضل الله العمري، صاحب دواوين الإنشاء الشريف بالممالك الإسلامية، تغمده الله برحمته في تاريخه، المسمى مسالك الأبصار، وهو سبعة وعشرون مجلدا: وصفد مدينة صحيحة الهواء، خفيفة الماء، لها أعين، لو أنها دمع لما بلت الآماق، ولا ملأت الأحداق، ولها حمامات يأنف أهلها من دخولها لقلة مائها، وسوء بنائها، ولها قلعة قل أن يوجد لها شبيه كأنما عليها من الذهب تمويه، لا تروم السحب إلا من صبب، ويطوف عليها من الشفق مدام عليه من مواقع النجوم حبب، ولا تجاوز الأرض إلا وهي إذا رامت السماء لا يعوقها سبب.
ولما فتحها الملك الظاهر عظمها، وهي تستحق التعظيم، وتستوجب الرفعة بما رفع الله من بنائها العظيم.
وقد ذكرها ابن الواسطي الكاتب فقال: وقلعة صفد بنتها الأفرنج، وكانت أولا تلا 8 عليه قرية عامرة تحت برج اليتيم، بنتها الداوية في سنة خمس وتسعين وأربعمائة. انتهى كلام ابن فضل الله.
ولصفد عشرة أعمال لكل عمل قاض ووال، العمل الأول: عمل المدينة، ويسمى الزنار، لاختلاطه بالمدينة من كل جانب، وبهذا العمل أرض تشبه أرض العراق يزرع فيه: الأرز، والبطيخ، ومغله جيد، وأرضه مثل العنبر، وبه بحيرة قدس يوجد فيها اللينوفر، والسمك
مخ ۱۱۷