طرابلس في رمضان سنة ثلاث وستين وسبعمائة فكانت نيابته أحد عشر شهرا وثلاثة أيام، ثم نقل إلى نيابة حلب، ثم إلى نيابة الشام في مدة يسيرة، أبقاه الله تعالى للإسلام.
ثم عاد إلى نيابة صفد المقر العزي ازدمر الخزندار، وهو أول نائب عاد إلى صفد بعد الخروج منها، حضر في نهار الأحد سابع شهر رمضان المعظم سنة ثلاث وستين وسبعمائة، فسر الخلق بعوده، واستبشروا برفوده، فأحسن إليهم، وتلطف بهم، وصار كواحد من أهل البلد أعظم من الأمير سيف الدين أرقطاي مع قصر المدة، واتفق وقوع الطاعون في شعبان، ورمضان من سنة أربع وستين وسبعمائة بالبلاد المصرية والشامية.
وفي رابع عشر شعبان من هذه السنة خلع الملك المنصور، فكانت دولته سنتان وثلاثة شهور، وخمسة أيام، وتسلطن بعده السلطان الأشرف شعبان بن حسن في أيام يلبغا، بكرة نهار الثلاثاء منتصف شعبان سنة أربع وستين وسبعمائة، ولم يقع بصفد شيء من الطاعون في تلك المدة، ورأى النائب تلك الرؤيا الغريبة، وملخصها أنه أمر في المنام بذبح بقرة ويفرق لحمها على الناس، وأن ذلك يدفع الوباء، فذبحها وفرقها على الناس، فعملت بذلك خطبة عجيبة، وبقي أهل البلاد الصفدية شامة بين البلاد في أمر الطاعون ببركته وحسن نيته.
حكى لي أنه في كل ليلة يطلع إلى مكان يشرف على البلد فيعوذ سائر أهل البلد.
ثم نقل إلى نيابة حماة نهار السبت تاسع شوال سنة أربع وستين وسبعمائة، وكانت نيابته ستة شهور وخمسة وعشرون يوما، وبمجرد ذهابه وقع الطاعون بصفد.
ثم حضر المقر السيفي قشتمر المنصوري من نيابة الشام في نهار
مخ ۱۴۷