جاء إلى النبي ﷺ رجلٌ من أخواله يقال له: قبيصة، فسلم على النبي ﷺ، فرد ﵇، ورحب به؛ قال له: «يا قبيصة، جئت حيث كبرت سنك، ودق عظمك، واقترب أجلك؟» . فقال: يا رسول الله، جئتك وما كدت أن أجيئك؟ يا رسول الله، كبرت سني، ودق عظمي، واقترب أجلي، وهنت على الناس، فجئتك تعلمني شيئًا ينفعني الله به في الدنيا والآخرة؛ ولا تكثره علي فإني شيخٌ نسيٌّ. فقال رسول الله ﷺ: «كيف قلت يا قبيصة؟» . قال: فأعادهن عليه؛ فقال: «والذي بعثني بالحق، ما كان حولك من شجرٍ ولا حجرٍ ولا مدرٍ إلا بكى لقولك، فهات» . قال: جئتك يا رسول الله، تعلمني شيئًا ينفعني الله به في الدنيا والآخرة، ولا تكثر علي، فإني شيخٌ نسيٌّ. قال: «يا قبيصة، إذا أصبحت، وإذا صليت الفجر، فقل: سبحان الله وبحمده، ولا حول ولا قوة إلا بالله، أربعًا، يعطك الله ﷿ بهن أربعًا لدنياك وأربعًا لآخرتك؛ فأما أربعٌ لدنياك: فإنك تعافى من الجنون، والجذام، والبرص، والفالج؛ وأما أربعٌ لآخرتك؛ فقل: اللهم اهدني من عندك، وأفض علي من فضلك، وانشر علي من رحمتك، وأنزل علي من بركتك» . فجعل يعقدهن؛ فقال رجلٌ: يا رسول الله، ما أشد ما عقد عليهن خالك؟ فقال: «أما إنه إن وافى بهن يوم القيامة، لم يدعهن رغبةً عنهن ولا نسيانًا، لم يأت بابًا من أبواب الجنة إلا وجده مفتوحًا له» .
٢٦١- حدثنا هلال، ثنا أبي، ثنا علي بن العوام الرقي، قال: