124

الباب الثاني

الفصل الأول

القرآن في عهد أبي بكر وعمر - رضي الله عنهما

ولما توفي رسول الله

صلى الله عليه وسلم

ورجعت نفسه الزكية إلى ربها راضية مرضية، وتولى الأمر أبو بكر بن أبي قحافة - رضي الله عنه - ظهر مسيلمة باليمامة في السنة الأولى من خلافته، وجهز أبو بكر لقتاله جيشا يتألف من القراء وحفظة القرآن وغيرهم، وفي هذه الحرب التي كان النصر حليف المسلمين، وقتل مسيلمة، واشتد القتل في يومها لقراء القرآن؛ أحس الخليفة عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - بضرورة جمع القرآن. في الإتقان عن ابن أبي داود بطريق الحسن أن عمر - رضي الله عنه - سأل عن آية من كتاب الله، فقيل كانت مع فلان، قتل يوم اليمامة، فقال: إنا لله، فأمر بجمع القرآن، فكان أول من جمعه في مصحف.

1

روى البخاري بإسناده عن عبيد بن السباق أن زيد بن ثابت - رضي الله عنه - قال: أرسل إلي أبو بكر مقتل (أي عقيب مقتل) أهل اليمامة، فإذا عمر بن الخطاب عنده، قال أبو بكر: إن عمر أتاني فقال: إن القتل قد استحر (أي اشتد) يوم اليمامة بقراء القرآن، وإني أخشى أن يستحر القتل بالقراء بالمواطن، فيذهب كثير من القرآن، وإني أرى أن تأمر بجمع القرآن، قلت لعمر: كيف تفعل (برواية البخاري) وكيف أفعل (برواية محمد بن إسحاق) ما لم يفعله رسول الله

صلى الله عليه وسلم ؟ قال عمر: هذا والله خير، فلم يزل يراجعني حتى شرح الله صدري لذلك، ورأيت في الذي رأى عمر. قال زيد: قال أبو بكر: إنك رجل شاب عاقل لا نتهمك، وقد كنت تكتب الوحي لرسول الله

صلى الله عليه وسلم ، فتتبع القرآن فاجمعه، فوالله لو كلفوني نقل جبل من الجبال ما كان أثقل علي مما أمرني به من جمع القرآن، قلت: كيف تفعل شيئا لم يفعله رسول الله

ناپیژندل شوی مخ