تاریخ قرصنې په نړۍ کې
تاريخ القرصنة في العالم
ژانرونه
وأعطى تسلسل الأحداث على هذا النحو الفرصة لمورجان لأن يرتقي سلم مستقبله بوصفه قرصانا. كان البوكانيون قد توصلوا إلى استنتاج مفاده أن هذا الشاب المقدام الذي شاركهم حملتهم الفاشلة سوف يصبح قائدا ممتازا، فأولوه ثقتهم، وأسندوا إليه قيادة الأسطول بأكمله إبان العودة، وهكذا وجد مورجان نفسه وقد ارتقى فجأة إلى رتبة «أدميرال»، ليصبح على رأس عشر سفن مسلحة ومجهزة على نحو رائع، وتحت إمرته طاقم من خمسمائة قرصان لا يهابون الموت!
لم يكن هذا الارتقاء المفاجئ ليدير رأس مورجان، فسرعان ما أثبت أنه أهل له، وقد كان آنذاك شابا فارع الطول قويا لم تتجاوز سنه ثلاثة وعشرين عاما، كان مورجان - إلى جانب كونه يمتلك صفات كالحزم والمباشرة والحكمة والقسوة - يمتلك بصيرة نافذة غير عادية، فعندما برزت مشكلة إمكانية عودة الأسطول إلى جاميكا، نحى مورجان هذه الفكرة جانبا، وتوجه لرجاله بقوله: إذا عدنا مهزومين؛ فسوف تسخر منا كل امرأة في الجزيرة، ناهيكم عن أن المحافظ سيلقي على أكتافنا بمسئولية موت القبطان مانسفيلد، ويصادر السفن ... إن علينا أن نعوض ما خسرناه في كيوراساو في مكان آخر.
وضع مورجان نصب عينيه أن يحتفظ بهذا المنصب الذي أعطي له مؤقتا، فقد كان يعي جيدا أنه في حالة عودته إلى جاميكا، فإن هذا المنصب سوف ينتقل حتما إلى شخص آخر أكثر خبرة ودراية بأمور الملاحة البحرية منه. في الوقت نفسه وضع مورجان في حسبانه أنه في حالة نجاحه في الانتقام من مصرع مانسفيلد، وتعويض الخسائر التي مني بها الأسطول على حساب الإسبان، ثم العودة إلى بورت رويال في هالة المنتصر، فإن وضعه بالنسبة لمنافسيه الأشداء سوف يكون أقوى بدرجة لا يستهان بها، وكعادته دائما فقد صحت افتراضاته جميعا.
قرر مورجان بعد أن استحسن رفاقه خططه أن يتخذ طريقا نحو كوبا، ثم يشن هجوما على بويرتو برينسيبي، وقد دلت هذه الخطة على مدى شجاعة هذا القرصان وجرأته، تقع بويرتو برينسيبي في عمق الجزيرة، ولم يحدث إطلاقا أن تعرضت لأي هجوم من جانب القراصنة الذين كانوا يقصرون نشاطهم دائما على المدن الساحلية، وعلى أية حال فقد قرر مورجان أن يسير بحملته عبر الأدغال الكثيفة، وأن يداهم المستعمرين بغتة.
فاقت نتائج هذا الهجوم توقعات مورجان. كان القراصنة قد وصلوا إلى بويرتو بينسيبي عند منتصف الليل، حيث كان السكان يغطون في نوم عميق، وبعد أن اتخذ القراصنة موقعا استراتيجيا هاجموا أهم المباني بالمدينة في آن واحد، أيقظت أصوات الطلقات ونباح الكلاب سكان المدينة، فانطلق الرجال والنساء والأطفال يهرولون في شوارع المدينة في ملابس النوم، وقد تملكهم الخوف، وسيطر عليهم الفزع، وتلقى الجميع أمرا بأن يقوموا طواعية بإحضار ما لديهم من مجوهرات ونقود وملابس وأسلحة وأطعمة وخمر، وكان جزاء من يحاول الدفاع عن ممتلكاته الخاصة أو يخفي جزءا من ثروته عن اللصوص طعنة خنجر. تم جمع الغنائم كلها في عدة أكوام هائلة رصت في ميدان السوق، ولم يقف طمع مورجان عند حد، فقد طلب من السكان أن يسلموه ألف رأس من الماشية من المرعى القريب مهددا بإحراق المدينة إذا لم يجب طلبه. كان القرصان يفكر وهو يصدر هذا الأمر في أن عليه أن يطعم خمسمائة رجل، وبعد أن تم له ما أراد، أرغم السكان المنهوبين على شحن الغنائم على السفن!
في طريق العودة رفع القراصنة كئوسهم ليشربوا نخب صحة هنري مورجان!
على أن «الأدميرال» أعلن أن موعد العودة لم يحن بعد، واعتبر أن الهجوم على بويرتو برينسيبي لم يكن إلا مجرد افتتاحية لنشاطهم القادم، وأعلن عن مخطط جسور للاستيلاء على مدينة بويرتو بللو المنيعة الواقعة عند برزخ بنما. كانت هناك حصون ثلاثة تحمي المدينة وتعوق الوصول إلى الميناء.
واتخذ معظم الضباط ذوي الخبرة موقفا اتسم بالريبة تجاه خطة مورجان، التي رأوا أنها ليست سوى ضرب من الجنون، بل إن ثلاثة سفن فرنسية انسحبت من أسطول القراصنة!
وكما كان متوقعا فقد أبدت بويرتو بللو مقاومة شديدة، ومع ذلك - وبرغم الخسائر الفادحة التي نزلت بالبوكانيين - فقد تمكنوا من الاستيلاء على حصنين والدخول إلى المدينة. على أن المحافظ الإسباني الذي لجأ مع حامية صغيرة العدد إلى القلعة الرئيسية للاحتماء بها، فقد رفض الاستسلام، عندئذ لجأ مورجان إلى واحدة من أكثر وسائل إدارة الحرب شراسة وقوة، فقد أمر بإعداد سلالم عالية، ثم أخذ في إخراج الرهبان والراهبات من الأديرة القريبة، وأمرهم بإسناد السلالم إلى حوائط القلعة. لقي هؤلاء جميعهم مصرعهم تقريبا، لكن الإسبانيين هزموا، وانهار آخر خطوط مقاومتهم، أما المحافظ نفسه فقد قتل في الالتحام الشديد الذي وقع بين الفريقين!
أثبتت التصرفات التي قام بها مورجان بعد ذلك صدق الرأي السائد حوله باعتباره شخصا يتمتع بقسوة طاغية. لقد تعرضت الكنائس والبيوت الخاصة في بويرتو بللو إلى نهب منظم ، وأخذ القراصنة في تمشيطها بدءا من البدورمات وانتهاء بالأسطح، ورغم ذلك فلم يقنع المنتصرون بالغنائم التي حصلوا عليها، فقد بقي لديهم شعور بأن السكان يخفون عنهم كنوزا ما، خاصة وأنهم لم يعثروا فيما نهبوه من ممتلكات الكنيسة على متعلقات نفيسة، وحتى يتسنى له العثور على هذه الكنوز قام مورجان بتعذيب القساوسة؛ إذ كانت الشفقة التي قلما كان يبديها مورجان، وإن حدث فهي لا تكون إلا للنساء، فمورجان يعامل الفتيات والجميلات بأدب جم وحذر بالغ، وكان التكلف والادعاء من الصفات المميزة لهذا القرصان الطموح، وربما كان لها الفضل في أن أصبحت حياته موضوعا لرواية عالمية!
ناپیژندل شوی مخ