تاریخ قرصنې په نړۍ کې
تاريخ القرصنة في العالم
ژانرونه
لم يكن أمام بارباروسا إلا أن يصب جام حقده على الإسبان فوق رءوس من تبقى من أفراد هذه الحامية المنكوبة التي تكفلت بحماية القلعة، بناء على أمر من القرصان، سيق الدون مارتين دي فارجاس إلى ميدان السوق بميناء الجزائر، وسط هدير الجماهير الغاضبة وفي حضور الباشا، تم نزع ملابس حارس جزيرة بنيون البطل حتى وسطه، على الرغم من سنه الطاعنة، والجروح التي ملأت جسده - ثم تم تثبيته على أحد الأعمدة. لم يكن باستطاعته أن يتمالك نفسه من شدة الضعف، وكان وهو مشدود على هذا العمود يبدو كجثة لا حراك فيها عنه كإنسان تتردد فيه الأنفاس. وبأمر من الباشا أخذ اثنان من المغاربة الأشداء في ضربه بالعصي حتى الموت.
لم يتوقف الحقد الأعمى للباشا على مجرد ملاحقة المدافعين عن بنيون ، وإنما قرر أن يقتص من القلعة نفسها بتدميرها، في اليوم التالي لإعدام فارجاس أرسل الباشا بالآلاف من الأسرى المسيحيين، الذين قاموا على مدى عامين من العمل المضني ببناء حاجز حجري ضخم، أصبح يربط منذ هذا التاريخ القارة الأفريقية بجزيرة بنيون، التي تحولت وفقا لهوى القراصنة إلى شبه جزيرة، منذ ذلك الحين أصبح ميناء الجزائر المرفأ الرئيسي لأساطيل القرصنة.
خمسة عشر عاما مضت على استيلاء بارباروسا الثاني على مقاليد السلطة في الجزائر، وذات يوم إذ به، وقد جاوز مرحلة الشباب، يظهر على رأس ستين من سفنه عند ميناء ريدجيو
13
في الطرف الجنوبي لشبه جزيرة كالابريا، كان ظهور خير الدين مفاجأة تامة لسكان هذه المدينة، الذين كانوا على يقين مطلق من استحالة أن يخاطر القراصنة بالهجوم عليها من هذه الناحية لخطورة العبور في مضيق ميسينا. استغل القرصان الجسور ما أحدثه من ذعر فهاجم قلعة سانتالوتشيا، واستولى على المدينة، ثم دفع قراصنته بالآلاف من السكان للركوب في السفن التجارية الراسية في الميناء، وأبحروا بهم جميعا.
أصبح الاستيلاء على ريدجيو «القمة» الحقيقية لفن القرصنة، على أن الهدف النهائي أمام بارباروسا كان مدينة فوند، حيث تعيش فيها سيدة ما اشتهرت بجمالها الفائق في كل أنحاء إيطاليا، لم يكن بارباروسا قد رأى هذه الحسناء إطلاقا، غير أنه سمع عنها من الأسرى الذين استولى عليهم من شبه جزيرة كالابريا.
كان للوصف الأخاذ المبالغ فيه لجمال الأرستقراطية الإيطالية، أثره الشديد في إلهاب خيال بارباروسا - الذي كان يخطو نحو الشيخوخة - إلى حد أن أي شيء في هذا العالم لم يكن ليستطيع أن يوقف رغبته الجامحة في امتلاك هذه المرأة الحسناء، سرعان ما عرف القرصان باسمها: جوليا جونزاجا، أميرة ترادجيتو. في الوقت نفسه لم يكن لدى جوليا الحسناء، أرملة أمير تراجيتو، أدنى تصور عن الخطر المحدق بها. كان من المستحيل أن يدور بخلدها أن يأتي إلى مدينة فوند أسطول مكون من ستين سفينة قراصنة، على رأسها بارباروسا نفسه فقط من أجل جمالها.
وحتى يضمن بارباروسا مفاجأة الهجوم على المدينة والحيلولة دون إمكانية هروب الأميرة، قام بهجومه في منتصف الليل، غير أن الإنذار قد سار إلى المدينة، وعندما تمكنت جوليا جونزاجا من القفز من مخدعها، وليس على جسدها سوى ثوب نوم فاضح، لتفر من المدينة بأسرها على ظهر أحد الخيول وبرفقتها أحد الخدم.
من يدري إلى أي مدى كان من الممكن أن يستمر هذا الركض الجنوني، لو لم تخر قوى حصان الأميرة، بعدما امتلأ وجهه بالزبد. لجأت الأميرة جوليا إلى جوار إحدى أشجار البلوط الضخمة، وقد أنهكها التعب؛ لتنال قسطا من الراحة. على أن القدر لم يمكنها من تجاوز كل المخاطر.
لم يخبرنا التاريخ عما حدث في تلك الليلة في دغل أشجار البلوط، يكفينا أن نعرف أنه ما إن زال خطر العدوان، حتى جرت الإطاحة برأس الخادم الشاب بناء على أمر من الأميرة!
ناپیژندل شوی مخ