تاریخ قرصنې په نړۍ کې
تاريخ القرصنة في العالم
ژانرونه
البطل الآخر هو جاري باي من ميناء بوول، وهو معاصر لجون هولي، وقد وجه اهتمامه إلى سواحل جاليسيا الواقعة شمالي إسبانيا على المحيط الأطلنطي. أما أحد أشهر أعماله فهو سرقته الصلبان من كنيسة تقع في منطقة رأس فينيستر. أثار هذا العمل، الذي اعتبر تدنيسا للمقدسات الإسبانية إلى حد أنهم قاموا فجأة بالهجوم على ميناء بوول موطن باي وأحرقوه عن آخره. كان باي، خلافا لجون هولي، في مشاكل مستمرة مع السلطات في بلاده، وكان يتمكن دائما من الخروج سالما دون خسائر من كل المصائب التي تلم به؛ وذلك بفضل مواهبه الفذة في الملاحة. في الوقت نفسه كان حكام إنجلترا يتمتعون بكل رضا بخدماته في كل مرة تدعوهم الحاجة إليها. وفي عام 1406م قام باي على رأس خمس عشرة سفينة بالاستيلاء على مائة وعشرين سفينة فرنسية، ولم يكن من العجيب إذن أن يتلقى التحية في ميناء بوول باعتباره بطلا قوميا. أما اليوم الذي أحضرت فيه الغنائم التي تم الاستيلاء عليها من الفرنسيين، فقد أصبح عيدا شعبيا في المدينة، تقام فيها الولائم الماجنة، ويخرج الناس فيه للنزهة والتجول، وقد سجل هذا العام رسميا في الوثائق التاريخية للمدينة.
على أن باي لم يكن حافظا إطلاقا لجميل موطن رأسه عليه، كما قد يتصور أحد ذلك، إذ إن بوول لم تعد، بعد إحراقها على يد الإسبانيين، لمجدها القديم أبدا.
يصعب على المرء الآن أن يصدق، إذا ما زار مدينة فاواي الإنجليزية الهادئة، أنها كانت في القرنين الرابع عشر والخامس عشر مركزا مزدهرا للملاحة والتجارة، مثلها في ذلك مثل تلك الموانئ الضخمة؛ دارتموت، بوول، أو بلايموث. إن ميناء فاواي مدين بثروته ورخائه، أولا وقبل كل شيء، لأعمال القرصنة التي امتهنها سكانه، لم يحظ أي ميناء من موانئ شبه جزيرة كورنول بسمعة سيئة مثلما حظي ميناء فاواي الذي قام بحارته إبان إداورد الثالث
36
بالهجوم على شواطئ نورماندي واغتصابها دون أدنى رحمة. لقد استخدم الملك الإنجليزي خلال حرب المائة عام كل الوسائل لتشجيع المبادرة الخاصة التي أظهرها رعاياها بشأن الدخول في معركة ضد الفرنسيين. على أن أبطال فاواي، كما كانوا - بكل استخفاف - يسمون أنفسهم في أوقات السلم، قد سببوا للملك كثيرا من المتاعب، كما دخلوا في قتال مع جمعية الموانئ الخمسة، التي كان الملك نفسه يعضدها، رافضين أن يسمحوا لها بحق تفتيش سفنهم.
على أنه في تلك الأزمنة، كان كل ميناء في غرب إنجلترا يتمتع بحماية قرصانه المحلي الذي كان يعمل يدا بيد مع الإقطاعيين، فبينما كان باستطاعة ميناء أكسيموت مثلا أن يتباهى بالكابتن وليم كايد، كان كلاي ستيفان في بورتسماوث يتصرف كما لو كان صاحب البيت، وهلم جرا. كانت العلاقات بين القراصنة والصفوة قوية إلى الحد الذي نفت فيه هذه العلاقات، من الناحية العملية، أية إمكانية لدفع هذه المصيبة. لقد كان الشك يحوم، ليس فقط حول اشتغال أو قيام علاقات بين قباطنة السفن وبين القراصنة، بل بين القراصنة وبين أصحاب السفن وموظفي الدولة، الذين كان من واجبهم مكافحة القراصنة ذاتها.
على الجانب المواجه لبحر المانش في بريتاني، كان الكثير من السكان يمارسون النهب البحري أيضا، والحادثة التالية هي واحدة من العديد من الحوادث التي كان يعج بها ذلك العصر، والمميزة للوضع الذي كان سائدا آنذاك.
في عام 1343م علم سكان نانت (الميناء الفرنسي الواقع عند مصب نهر اللوار) نبأ القبض على النبيل أوليفييه دي كليسون الثري الأرستقراطي العريق بتهمة الخيانة. وسواء أكان هذا الاتهام صحيحا أم كان باطلا، فقد أدين أوليفييه بدعوى تقديمه العون لإنجلترا، الأمر الذي سبب خسائر فادحة لمصالح فرنسا. لقد بذل أصدقاء هذا الإقطاعي قصارى جهدهم للإفراج عنه، غير أن علاقتهم بذوي النفوذ وما بذلوا هنا وهناك من رشوة لم يحقق أي نتائج إيجابية.
كانت جانا دي بلفيل المدلهة
37
ناپیژندل شوی مخ