تاریخ قرصنې په نړۍ کې
تاريخ القرصنة في العالم
ژانرونه
وفي صبيحة يوم اكتنفته الغيوم، لاحظ قبطان إحدى السفن الشراعية الملاوية المعروفة باسم «البراو»، إحدى سفن الحملة الإنجليزية، وكانت تحمل اسم «إلك». وقد ظنها القراصنة سفينة تجارية، فاتخذوا قرارهم بالهجوم عليها، وما إن أصبحوا على مسافة مائتي متر منها، حتى أطلقوا صيحة الحرب، وفتحوا نيرانهم عليها، لم يكتشف القراصنة خطأهم الفادح إلا بعد فوات الأوان؛ إذ انهال عليهم وابل من القذائف، ما لبث على إثره «البراو» أن أخذت في الغرق، ولم ينج من أفرادها سوى خمسة أفراد.
لما بلغ «راجا» نبأ هذه السفينة، أقسم أن يحطم كل ما يقابله في طريقه من سفن أوروبية. وهذا ما حدث بالفعل، فعلى مدى سنوات عدة، بعد هذا الحادث، وصل عدد السفن التي استولى عليها «راجا»، وقتل أطقمها، ما يزيد على الأربعين سفينة. وقد انتشرت سمعة «راجا» المدوية إلى مسافة مائتي ميل من شواطئ جزيرة سيليبيس، حيث كان يحتفظ دوما من سفن «البراو» يتراوح ما بين خمسين إلى مائة جاهزة للخروج إلى البحر عند أول إشارة من الزعيم، أقام «راجا» نقاطا للمراقبة على قمم التلال في الجزيرة التي كانت تستخدم الرايات البيضاء نهارا والمشاعل ليلا؛ للإبلاغ عن أية سفينة تبدو لها في الأفق.
في سبتمبر عام 1831م وصلت إلى كوالاباتو - المعقل الرئيسي للقراصنة على الساحل الغربي لجزيرة سومطرة - السفينة الشراعية الأمريكية «فرندشب» تحمل شحنة من الفلفل. لم تكن هناك أية حراسة تحيط بالسفينة، الأمر الذي أتاح لمجموعة من الناس - بدا أنهم مسالمون - فرصة الصعود إلى سطحها دون عائق يذكر، وبغتة تنشب معركة على السفينة يروح ضحيتها تقريبا كل طاقمها الذي لم يكن متأهبا لقتال، ولم ينج منه سوى ستة من البحارة نجحوا في الهروب على متن أحد قوارب النجاة. عندما وصل خبر الهجوم على «فرندشب» إلى الولايات المتحدة الأمريكية، سارعت الحكومة الأمريكية على الفور بإرسال الفرقاطة «بوتوماك» إلى كوالاباتوا بقيادة الكوماندور داونيس، الذي تلقى أمرا بالقصاص من المجرمين.
وصلت إلى كوالاباتو السفينة الحربية، وقد تخفت في هيئة سفينة تجارية، وألقت بمرساتها في الميناء، وفي نفس الليلة نزل إلى الشاطئ ثلاثمائة بحار كانوا على متن «فرندشب»، يقودهم ضابط سابق، وفي الفجر هاجمت الفرقة الأمريكية القلعة، وبعد معركة حامية الوطيس استولت عليها، وقد جرى بعد ذلك إحراق البلدة وقتل سكانها، وبهذا اختفت قاعدة القراصنة في كوالاباتو من الوجود.
وفي عام 1842م تم تعيين جيمس بروك حاكما لولاية سرواك بجزيرة بورنيو، وكان الرجل يعي جيدا أنه لا سلام على الجزيرة دون استئصال شأفة القرصنة عليها، وفي يوليو عام 1849م قام بروك بالاشتراك مع القوات الإنجليزية بالتنكيل بقراصنة الملايو، بعد أن دمر لهم خمسين من سفن «البراو»، واستولى على ثمانين سفينة أخرى، وبعد شهر واحد وضعت الحملة التأديبية الإنجليزية خاتمة للقرصنة الملايوية في إقليم بورنيو.
وكان من نتيجة التقسيم الذي جرى في النصف الثاني من القرن التاسع عشر بين هولندا وبريطانيا، أن أصبحت جميع جزر إندونيسيا تحت السياسة الاستعمارية باستثناء سلطنة أتشي في سومطرة، التي احتفظت باستقلالها بسبب التنافس الحاد بين الدولتين هولندا وبريطانيا، اللتين حاولتا كل منهما احتلال أكبر جزء ممكن من الجزيرة، على الاتفاقيتين اللتين أبرمتا في عامي 1815 و1824م تعهدت الحكومة البريطانية بألا تقيم أية قاعدة لها فوق أراضي أتشي، وقد تعهد الهولنديون من جانبهم باحترام استقلال السلطنة.
وحين انتهى الصراع على تقسيم إندونيسيا واستقرار الوضع نسبيا، بدأ المحتلون الهولنديون يشعرون بالضجر تجاه جارهم السلطان المستقل، كانت لاهاي تشعر بالقلق من أن يقع السلطان الضعيف فريسة لأية دولة ، ومن ثم يتحول إلى رأس جسر يمكن أن يمثل تهديدا لسيادة هولندا في المنطقة، على أن الفرصة لم تسنح للهولنديين للإطاحة بالسلطان. وكان الإقدام على حرب استعمارية جديدة، معرضا ألا يجد قبولا في هولندا نفسها، خاصة بعد المعارك الدموية البشعة التي جرت منذ فترة طويلة في جزيرة جاوا، ولكي يتمكن القائمون على الأمر من تبرير استعدادهم للعدوان على أتشي، أخذوا يكيلون الاتهامات للسلطان بزعم تورطه في أعمال القرصنة، مؤكدين على أن هولندا ملزمة بالقضاء على هذا الشر بناء على شروط الاتفاقات المعقود، وتجدر الإشارة هنا - إحقاقا للحق - أن بعضا من رعية السلطان كانوا لا يتورعون عن ممارسة النهب البحري، لكن هذه الممارسات كانت فردية وقليلة.
مرة أخرى تعود هولندا لتمزق الالتزامات المنصوص عليها في الاتفاقات المبرمة في عام 1871م بعقد اتفاق جديد بينها وبين إنجلترا، تتراجع فيه عن «حقوقها» في ساحل الذهب مقابل أن توافق إنجلترا على السماح لها بضم سلطنة أتشي. عندئذ لم يجد السلطان أمامه، إلا أن يلجأ لتركيا طلبا للعون، على أن تركيا - التي كانت قد أصبحت خاضعة لبريطانيا بعد حرب القرم - لم تشأ أن تثير ضدها الحلفاء. ومن ثم آثرت أن تقف بعيدا عن النزاعات والمؤامرات الاستعمارية، وفي أبريل عام 1873م، قامت هولندا بهجوم مسلح ضد أتشي، وبعد ثمانية أسابيع من المقاومة البطولية الباسلة انهزم جيش السلطان المكون من ثلاثة آلاف رجل، تحت ضربات الحملة العسكرية للفيلق الهولندي المكون من سبعة عشر ألف رجل.
أرو ودولوريس
كانت الحسناء أرو داتوي إحدى ثلاث بنات لأحد الرجوات من جزيرة بالاباك، وفي النصف الثاني من القرن التاسع عشر وعلى مدى عشرين عاما تزعمت أرو عصابة من لصوص البحر، ظلت تمارس النهب والسرقة عند شواطئ الجزر الفلبينية، بل وجرؤت على نشر نشاطها حتى وصلت به إلى مشارف مانيلا ذاتها. كانت أور تهاجم جونكات التجار الصينيين الأثرياء والسفن الأوروبية والمدن الساحلية، وكانت كثيرا ما تقوم بأسر المواطنين الأغنياء بهدف أخذ فدية كبيرة مقابل إطلاق سراحهم، كما كانت تقوم بقطع أذن أسيرها التعس، وترسلها إلى ذويه باعتبارها دليلا ماديا، محافظة بذلك على تلك العادة البشعة التي انتشرت آنذاك في بحار الجنوب!
ناپیژندل شوی مخ