تاریخ قرصنې په نړۍ کې
تاريخ القرصنة في العالم
ژانرونه
وأصبح التفاهم هنا يتم بأربع لغات: الفرنسية، والإنجليزية، والهولندية، والبرتغالية، ناهيك عن عدد كامل من اللهجات المحلية. في الوقت نفسه لجأ ميسون إلى توسيع حدود جمهوريته من أجل تحقيق مخططاته، وفي البداية راح يكتشف ساحل مدغشقر، فطاف حول الجزيرة على ظهر السفينتين «أنفاس» و «ليبرتي»، اللتين تم صنعهما في الترسانات الخاصة بالجمهورية، وعكف على وضع خارطة مفصلة للمياه المتاخمة للجزيرة، إبان عملية رسمه للخرائط كان يحرر العبيد، ويأتي بهم إلى ليبرتاليا.
ازدهرت ليبرتاليا، وانقسمت الجماعة إلى فريقين: فريق يعمل مباشرة في القرصنة، والآخر - وهو يرتبط رسميا وماديا بالأول - يعطي جهده لأعمال الزراعة ورعاية الماشية والعمل بالحرف، لكن الكارثة حلت بغتة، لقد شنت القبائل الموجودة بالمناطق الداخلية للجزيرة، والتي كانت تعيش في فقر مدقع هجوما على البلدة الغنية الواقعة على البحر، فقتلت أعدادا كبيرة من السكان، وفر جزء من السكان إلى البحر طالبين النجاة بحياتهم مستقلين السفن، لكنهم ما كادوا ينجحون في الفرار من الموت على الأرض، حتى أصبحوا فريسة لمصائب الطبيعة في البحر، حيث وقعوا في قلب الإعصار ذاته، وهكذا استقرت في القاع أحلام ميسون وكاراتشيولي وطاقمهم في إنقاذ العالم، وبناء الجنة على الأرض!
ساحل القراصنة
كان الساحل الواقع شرقي شبه الجزيرة العربية والبالغ امتداده ما يزيد عن مائتي كيلو متر يسمى بساحل القراصنة، وترجع هذه التسمية إلى المستوطنات التي أقامها القراصنة هناك، والتي لم تجر إزالتها إلا في مطلع القرن الماضي.
لقد اعتبر الخليج الفارسي منذ أقدم العصور بأنه مهد للملاحة البحرية، هنا وجدت واحدة من أقدم الطرق التجارية التي ربطت بين الشرق والغرب، حيث تركزت فيه - لسنوات طويلة - تجارة الصين، والهند، من ناحية، وأوروبا وأفريقيا من ناحية أخرى في أيدي سكان شبه الجزيرة العربية، وقد ورد ذكر هذه التجارة التي استمرت خمسة آلاف سنة، أول ما وردت، على حوائط نينوى، وبابل. عمل العرب الذين عاشوا على ساحل الخليجين الفارسي والعماني أولا بالصيد واستخراج اللؤلؤ، وبمرور الوقت أخذوا في تطوير مراكبهم المسماة بالباركات، فأدخلوا التعديلات على أشرعتها، وزادوا من أحجامها، لينتقلوا بعد ذلك إلى النقل البحري الذي يدر عليهم أرباحا أكثر.
وقد مارس عرب مسقط التجارة مع عدد من البلاد، مثل: الصين، وسيام، وجاوه، وسومطرة، منذ القرن التاسع الميلادي، فكانوا يحملون التوابل، والعطور الشرقية، والحرير، والأقمشة الأخرى الغالية الثمن، بحرا إلى موانئ الخليج الفارسي. كان سكان عمان على وجه التحديد هم الذين تولوا مد المصرين القدماء باحتياجاتهم من المر، والزيوت العطرية الضرورية لعمليات تحنيط الموتى. أما البضائع المجلوبة من الشرق والمتجهة إلى موانئ الخليج الفارسي، فكانت تنقل شمالا عبر نهر الفرات وحتى بابل نفسها، ثم تحملها الجمال عبر الصحارى حتى ساحل البحر الأبيض المتوسط، حيث تنقل عبره إلى المدن الغنية في أوروبا، وكانت المرحلة الأخيرة من هذه الرحلة الطويلة من اختصاص الفينيقيين، الذين كانوا يجنون من وراء عملهم بالوساطة أرباحا هائلة، لم يدخل البحر الأحمر كمنافس ناجح للخليج الفارسي إلا بعد خمسمائة سنة تقريبا.
لقد ارتبطت التجارة والملاحة البحرية في منطقة الخليج الفارسي ارتباطا وثيقا في تلك العصور بالقرصنة. آنذاك كانت هناك بضع قبائل من سكان الجزيرة العربية قد استوطنت شاطئ القراصنة، لكن قبيلة واحدة من بينها - وهي قبيلة القواسم الكبيرة العدد - هي التي كانت تعمل أساسا بالقرصنة، وهذه القبيلة لم يكن الأوروبيون يعرفون عنها شيئا حتى ذلك الحين، إلى أن عبرت السفن البرتغالية في القرن السادس عشر مضيق هرمز الواقع على الخليج الفارسي.
يتميز شاطئ القراصنة بكونه متعرجا، الأمر الذي ساعد على أن تتحول الخلجان والخور العديد إلى مخابئ وأوكار مثالية للسفن. كانت مدينة رأس الخيمة عاصمة قبيلة القواسم أحد آخر معاقل تجارة الرقيق في العالم، بل إنها كانت تمثل سوقا مفتوحا لتجارة البشر عند نهاية القرن التاسع عشر، وبانتقال طريق التجارة الرئيسي من الخليج الفارسي إلى البحر الأحمر، أخذ نشاط القواسم في القرصنة البحرية يتراجع تدريجيا، على أن ظهور المستعمرين الأوروبيين بعث القرصنة من جديد في هذا الإقليم، في عام 1763م تأسست شركة الهند الشرقية في ميناء بوشير،
14
فمكنت الأوروبيين من احتكار التجارة في منطقة الخليج الفارسي، الأمر الذي أفقد تجار الجزيرة العربية مصادر دخلهم، عندئذ بدأ هؤلاء في ممارسة التجارة الممنوعة والتهريب اللذين تحولا إلى قرصنة صريحة، كان لها تقاليد عريقة في هذا الإقليم، استمرت عدة قرون، كانت المرة الأولى التي مارست فيها قبيلة القواسم نشاطها في القرصنة على نطاق واسع في ديسمبر عام 1778م، عندما هاجمت ست باركات تابعة لهم سفينة إنجليزية، كانت تحمل بريدا حكوميا من المستعمرات إلى إنجلترا عبر الخليج الفارسي. بعد معركة شرسة استمرت ثلاثة أيام، استطاع قراصنة الجزيرة العربية الاستيلاء على السفينة واقتادوها إلى رأس الخيمة، فلما أدار رءوسهم هذا النجاح عادوا في العام الذي تلاه، فهاجموا سفينتين إنجليزيتين أخريين. وفي أكتوبر 1797م توج القراصنة نشاطهم الطويل بهجوم سافر، لا على سفينة تجارية مجردة من السلاح هذه المرة، وإنما على السفينة الإنجليزية «فايبر» إحدى سفن الأسطول الحربي، وكانت راسية في ميناء بوشير. كان القراصنة على وشك الاستيلاء على هذه السفينة؛ نتيجة للإهمال الجسيم الذي ارتكبه الوكيل المحلي لشركة الهند الشرقية، الذي قام - بناء على طلب قائد أسطول قبيلة القواسم بتوصية القبطان كيروزيرس قبطان السفينة فايبر - ببيع البارود وقذائف المدفعية للقراصنة.
ناپیژندل شوی مخ