تاریخ قرصنې په نړۍ کې
تاريخ القرصنة في العالم
ژانرونه
كانت المدينة تقع على حافة صخرية تطل على البحر من شبه الجزيرة، تحرسها «القلعة الذهبية» المسلحة بخمسة وأربعين مدفعا، وإلى جنوبها توجد قلعتان أخريان. أدرك جيمس أن الحصار قد يستمر لمدة لا تقل عن شهر؛ ولهذا قرر اقتحام القلعة من جهة البحر، فاقترب بسفنه منها، حيث أخذت مدفعيتها تمطرها بوابل من النيران طوال يومين كاملين، اختفت بعدها قلعة القراصنة من فوق سطح الأرض.
غمرت الفرحة سلطات مدينة بومباي بهذا الانتصار، واتخذ قرار بتدمير قلعة القراصنة التالية في جريا، وهي قلعة أكثر تحصينا من الأولى، في الحادي عشر من فبراير عام 1756م خرج من بومباي أضخم أسطول قامت بتسليحه المدينة في تاريخها، فإلى جانب ثماني عشرة سفينة حربية ثقيلة تولى قيادتها الكومانور جيمس، أبحرت ست أخرى من بينها أربع بوارج بقيادة اللواء بحري واطسون. وعلى متن السفينة كانت هناك فرقة من قوات المشاة قوامها 800 أوروبي و600 من الجنود المحليين تحت قيادة روبرت كلايف. وطبقا للتعليمات التي صدرت إلى قائد الحملة، فقد حظرت سلطات المدينة الدخول في أية مفاوضات مع تولادجي، وما إن اقتربت الحملة من جريا، حتى وجدت هناك جيش ماراتهي الذي قام قائده بإبلاغ الإنجليز، أن بإمكانهم الاستيلاء على القلعة دون طلقة واحدة؛ إذ إن تولادجي قد أعرب عن استعداده للتفاوض. طلب واطسون أن يكون الاستسلام دون قيد أو شرط، الأمر الذي رد عليه تولادجي بالرفض، عندئذ بدأ الإنجليز في قصف القلعة.
كان تولادجي قد حشد في الميناء أسطولا قوامه ثمان وخمسون سفينة حربية، على رأسها «ريستورشن» السفينة الحربية التي كان قد تم له الاستيلاء عليها منذ ست سنوات خلت. وبعد قصف دام ساعتين، اشتعلت «ريستوريشن» نتيجة لسقوط شظية فوقها، وانفجرت لتنشر الدمار في السفن التي كانت واقفة في مساحة ضيقة. وها هي ألسنة النيران تلتهم الأسطول الذي أشاع الرعب بطول ساحل مالابار لمدة نصف قرن كامل.
فيما بعد نزل كلايف إلى الشاطئ على رأس قواته، بعد أن اتخذت قواته مع قوات ماراتهي موقعا لهم في مواجهة القلعة. امتدت نيران السفن المشتعلة إلى الأسواق والمخازن المليئة بالبضائع والموجودة على الشاطئ، وأصبح الهدف أمام السفن الحربية الإنجليزية واضحا جليا. في صباح اليوم التالي أرسل واطسون إلى القراصنة عضوا من أعضاء البرلمان، يطلب منهم مرة أخرى الاستسلام. رفض تولادجي الامتثال لهذا الطلب، فجدد الإنجليز القصف بعد أن كانوا قد أوقفوه، وفي الوقت نفسه أخذ كلايف في مهاجمة القلعة من اليابسة، في الرابعة بعد دوي انفجار هائل رفع بعده المحاصرون الراية البيضاء.
وفي القلعة جرى اكتشاف كميات من الذهب والفضة والنفائس تبلغ قيمتها مائة وثلاثين ألف جنيه استرليني. وقد تم تقسيم هذه الغنائم بين القوات البرية والقوات البحرية. وكان من نصيب دولة ماراتهي تولادجي نفسه الذي لم يرغب في أن يستسلم للإنجليز، فسلم نفسه للمهاراتهيين وظل أسرا لديهم حتى وافته المنية.
وضع الاستيلاء على جريا في واقع الأمر نهاية للقرصنة على ساحل مالابار، وظلت سواحل مالابار - التي لم تقع إطلاقا في أيدي الغزاة الأوروبيين - زمنا طويلا محط أنظار لصوص البحر. كان القراصنة يختبئون في خلجان الجزيرة من العواصف والمطاردات، وهناك كانوا يتربصون لسفن التجار الهولنديين والبرتغاليين والإنجليز، التي كانت تبحر عبر رأس الرجاء الصالح، فينهبون ما على ظهرها من بضائع وبخاصة الفلفل، والقرفة، والعاج، والقرنفل، والكافور، والحرير، والديباج، والأحجار الكريمة، والحلي، ثم يبيعونها في موانئ نيوانجلند، حيث لا يهتم أحد بأصلها.
قرر توماس ماتيموز - الذي سبق ذكره، والذي كان قد تشاجر مع الجميع في بومباي - العودة إلى مدغشقر، وإنهاء مهمة القضاء على القرصنة التي كان قد كلف بها. وما إن وصل ماتيوز إلى خليج كارينتر عند جزيرة موريشيوس، حتى وجد رسالة له مكتوبة بالفحم على القبر الحجري للكابتن كاربنتر، يفهم منها أن القراصنة قد أبحروا إلى فورت وفين، وهي قلعة تقع في جزيرة سانت ماري. على الفور انطلق ماتيوز على إثرهم ليلحق بهم. على أنه، وبعد أن وصل بأسطوله إلى المكان المحدد، لم يعثر للقراصنة على أي أثر في الجزيرة.
وقف الزعيم المحلي على سطح السفينة عارضا على ماتيوز خدماته مستقبلا القادمين باعتبارهم فرقة أخرى من القراصنة. عب الزعيم المحلي مع الإنجليز الكئوس المليئة بخليط من ماء البحر مع البارود، كما اعتاد القراصنة الذين كانوا أحيانا ما يزورون الجزر أن يفعلوا، مقترحا على الجميع أن يشربوا نخب الصداقة. بعد أن أنهى الزعيم مهمته، ظهر على سفينة ماتيوز ضيف آخر غير عادي، عبر بدوره عن عظيم احترامه للكابتن، كان رجلا أبيض يدعى جيمس بلانتاين، قرصان، وفي الوقت نفسه واحد من أغنى ملاك الأرض في الجزيرة. اعتاد السكان هنا أن يسموه «ملك رانتر. باي»، كان الضيف مسلحا يرافقه عشرون حارسا، وبدلا من أن يقوم ماتيوز باعتقال بلانتاين، عقد معه صفقة تجارية مربحة، فباع له قبعات ومشروب العرق. دفع «ملك رانتر. باي» مقابلها - كما يفعل الملوك بحق - ذهبا وماسا.
بعد أن غادر بلانتاين السفينة، ترك البضائع التي اشتراها على الشاطئ تحت حراسة ملاحظي الرقيق. على أنه ما إن ابتعد بلانتاين، حتى أصدر ماتيوز أوامره إلى طاقمه بإعادة شحن البضائع جميعها إلى السفينة غير عابئ باحتجاج الحراس، ثم ما لبث أن أبحر إلى البنغال، بعد أن أخذ معه، علاوة على ذلك، عددا من سكان الجزيرة.
يعتبر جيمس بلانتاين، الذي سرقه ماتيوز واحدا من أكثر شخصيات عالم القرصنة في مدغشقر ترفا. بدأ جيمس احتراف القرصنة منذ أن كان يافعا في نيوانجلند، وقد تعلم هذه الحرفة على يد «أستاذ» من أمثال وليمز صاحب السفينة «تريب». على ظهر هذه السفينة أبحر بلانتاين إلى غينيا، حيث انضم إلى القراصنة الذين كانوا يعملون على ساحل غرب أفريقيا. وبعد أن أثرى جيمس بشكل لا يستهان به، ترك هذه العصابة واستقر به المقام في «مرانتر. باي»، حيث شيد قلعة صغيرة يعيش فيها كما لو كان ملكا حقيقيا.
ناپیژندل شوی مخ