تاریخ ناپلیون بوناپارت
تاريخ نابوليون بونابرت: ١٧٦٩–١٨٢١
ژانرونه
وقبل أن يدخل الجيش الفرنسي إلى عاصمة النمسا كان من حقه أن يضيف نصرا جديدا على انتصاراته اليومية. ففي الحادي عشر من تشرين الثاني التقت كتيبة فرنسية مؤلفة من أربعة آلاف رجل يقودهم المرشال مورتيه بالجيش الروسي في قرية دييرنستن، فجرت بينهما موقعة دامت من الساعة السادسة صباحا إلى الرابعة بعد الظهر قيض فيها للكتيبة الفرنسية الباسلة أن تشتت الجيش الروسي الكثير العدد وتقتل منه أربعة آلاف وتأسر ألفا وثلاث مائة. وبعد يومين من هذه الموقعة المشهودة دخل الجيش الكبير إلى عاصمة فيينا، وعبر المرشال لان والقائد برتران في الأول الجسر الذي لم يتمكن الأعداء من إحراقه.
أما الإمبراطور فلم يشأ أن يدخل إلى النمسا؛ فوطن معسكره العام في قصر شنبرن الذي بنته ماري تيريز. وأما البلاط النمسوي فقد كان هجر العاصمة ولحق ببقايا الجيش. عند هذا اتجهت السلطة التي بقيت في فيينا، وعلى رأسها السيد ده بوبنا، إلى شنبرن لترفع واجبات الإكرام إلى الإمبراطور. فرحب نابوليون بهذا الوفد ونشر إذاعة أمر بها جنوده بالمحافظة على النظام التام واحترام الأهالي وحقوقهم.
إن الاستيلاء على فيينا لم يوقف المجريات العسكرية؛ فإن مورات ولان، اللذين بقيا يطاردان الجيش النمسوي الروسي في انهزامه نحو المورافي، أتيح لهما أن يقاتلاه يومين كاملين، 15 و16 تشرين الثاني، في هوللنبرن وجونتروف. ولقد لعب المرشال سول دوره في تلك الواقعة الأخيرة.
في تلك الأثناء كان المرشال ناي، الذي عهد إليه بالإغارة على التيرول، يقوم بواجبه بما فطر عليه من الذكاء والبسالة حسب تعبير المذكرة الخامسة والعشرين؛ فبعد أن استولى على قلعتي شارنيز ونوستارك دخل إلى أنسبروك في السادس عشر من شهر تشرين الثاني فوجد فيها ستة عشر ألف بندقية وكمية وافرة من البارود.
وفي اليوم التالي من موقعة جونتردف حمل الإمبراطور معسكره العام إلى زنائيم ومن ثم إلى بورليز فبرون . وكان الروسيون في انهزامهم يقاسون كل يوم انكسارا جديدا . في نهاية الأمر خدعوا بحركة تقهقهر عالجها نابوليون ليوهمهم أنه في موقف خطر عليه وعلى جيشه فوقفوا، واتخذوا موقف القتال، جاهلين أن رئيس الجيش الفرنسي إنما عالج ذلك ليوقفهم في المكان الذي اختاره لمقاتلتهم. عند هذا جمع نابوليون مرشالييه وأشار إلى صفوف الأعداء صارخا: «هذا الجيش لي.» وبعد ذلك نشر نداء من معسكر أوسترلتز يقول فيه: «أيها الجنود، إن الجيش الروسي يتأهب للأخذ بثأر الجيش النمسوي، فسترون الكتائب نفسها التي قاتلتموها في هوللابرون وطاردتموها حتى هذا المكان.
إن المراكز التي نشغلها لمراكز هائلة. أيها الجنود، سأدير بنفسي جميع كتائبكم، وسأبقى بعيدا عن النار إذا ألقيتم التشويش وسوء النظام في صفوف الأعداء بما فطرتم عليه من البسالة والذكاء. وأما إذا تبين لي أن النصر بعيد المنال؛ فإنكم لترون إمبراطوركم معرضا نفسه للضربات الأولى؛ إذ إن النصر لا ينبغي أن يتردد فترة في تلك الواقعة العصيبة التي يتوقف عليها شرف المشاة الفرنسيين.
ويجب على كل منكم أن يضع أمام عينيه هذه الفكرة وهي قهر هؤلاء المأجورين، الذين أدبت فيهم إنكلترا الأحقاد على أمتنا.
ثم إن هذا النصر يضع حدا للحرب، فيتاح لنا إذ ذاك أن نعود إلى معسكرنا الشتوي، الذي سنجتمع فيه بالجيوش الجديدة التي تتألف في فرنسا، ويكون السلام جديرا بشعبي، بكم وبي.»
كانت فرنسا من عيد التتويج السنوي على يوم واحد، فجرت في المساء تنويرات في المعسكر احتفالا بتلك الذكرى. وفي اليوم التالي تحققت آمال نابوليون؛ إذ إن نظرياته العسكرية، التي عضدها ذكاء قواده وبسالتهم وشجاعة جنوده، قد حملت إليه في أوسترلتز انتصارا من تلك الانتصارات الجازمة التي لا تذكر في تاريخ حياة القواد العظام إلا في الندر. وهذه هي تفاصيل الموقعة الكبرى كما وردت في المذكرة الثلاثين.
موقعة أوسترلتز «في السادس من فريمير،
ناپیژندل شوی مخ