تاریخ ناپلیون بوناپارت
تاريخ نابوليون بونابرت: ١٧٦٩–١٨٢١
ژانرونه
15
فوق ثلاث أقدام من الجليد إلخ، ولو لم أشاهد أمامي إلا اطمئنان الجيش ومصلحتي الخصوصية لكنت وقفت بعيدا عن الأيزونزو، لقد هجمت على ألمانيا لأعتق جيوش الرين وأمنع العدو عن التعرض لنا هناك، أنا الآن على أبواب فيينا، فيجب ألا يكون في عروق جيوش الرين دم: إنها إذا تركتني وحدي لا أتردد عن العودة إلى إيطاليا، وستحكم أوروبا جمعاء في تصرف الجيشين المتباين.»
في السادس والعشرين من جرمينال (نيسان 1795) فتحت المداولات في ليوبن، ووقت فيها فواتح الصلح في التاسع والعشرين، قال نابوليون للمفوضين النمسويين: «إن حكومتكم قد أرسلت ضدي أربعة جيوش من غير قواد، وهذه المرة قائدا من غير جيش»، وعندما بين له هؤلاء المفوضون في رأس المعاهدة المرسومة أن الإمبراطور كان يعترف بالجمهورية الفرنسية صرخ بشدة قائلا: «إن وجود الجمهورية لأوضح من نور الشمس، فبند كهذا لا يجوز إلا على العميان.»
كان وقت التفكر في شأن البندقية قد حان، أسرعت هذه الجمهورية إلى أمام الخطر الذي كان يهددها؛ إذ إن أشرافها المتحدين مع النمسا التي كانت تنتظر تحت ظل اتفاقية ليوبن أن يسرع إلى نجدتها بعض القتلة الجبناء وينقذوها من قاهر قيض له أن ينتصر بشجاعة جنوده القدماء، قلنا إن هؤلاء الأشراف، المتحدين مع إكليروس إيطاليا أشاعوا عاطفة الهيجان في شعوب نواحي الأدرياتيك الجهلاء، وذبحوا عددا كبيرا من الفرنسيين في فيرون، في وسط أعياد الفصح، كان رجال الدين، وقد نسوا مهمة السلام والمحبة التي نذورا لها، يعظون بغضب قائلين: إنه من المسوغ، لا بل من الحق أن يقتل الجاكوبيون.
أسرع نابوليون حالا ليوقف الهيجان والمذبحة في فيرون، ويثأر من الإكليروس الظالمين، في مساء ذلك الهيجان قال بونابرت لرفيقه القديم بوريتي، الذي كان قد جعله كاتم أسراره الخاص، والذي كان أوشك أن يقتل تحت الخناجر وهو قادم إليه: «كن مطمئنا، فهؤلاء الملاعين سيدفعون ثمن فعلتهم غاليا»، بعد أيام قلائل كتب إلى مجلس الشعب يقول: «إن العمل الوحيد هو أن تمحق هذه الحكومة الدموية المتوحشة، وأن يمحى الاسم البندقي من سطح الكرة.»
حاول رجال حكومة بريسيا وبرغام وكريمون عبثا أن يصنفوا صور دعاويهم التي انطوت على أن الفرنسيين هم الذين هيجوا التعديات التي ذهبوا ضحاياها، وقد رفع بونابرت تكذيبا علنيا في منشور كان حكم الإعدام على الأريستوقراطية البندقية، وتضمن ختامه هذه المطاليب الآتية: «إن القائد العام يأمر جميع وكلاء الجمهورية البندقية في لومباردية أن يخلوها في مدة أربع وعشرين ساعة، ويأمر جميع قواد الفرق أن يعاملوا كتائب الجمهورية البندقية معاملة أعداء، ويحطموا أسد سن مارك في جميع المدن.»
نفذ هذا الأمر تنفيذا مطلقا، فاستولى الخوف والقلق على مجلس البندقية الأعلى فاستعفى من الحكم، وأرجع الرئاسة إلى الشعب الذي عهد بتدريب السلطة إلى مجلس بلدي، وفي السادس من شهر أيار غرس العلم المثلث الألوان في ساحة سن مارك بيد القائد باراغاي ديلليه، وسرت الثورة الديموقراطية الصرفة في جميع الممالك البندقية، ولقد عهد إلى داندولو، وهو محام في البندقية نزل من نفس بونابرت منزلة سامية، بإدارة هذه الحركة، وأما أسد سن مارك وجياد كورنثيا التي زينت قوس نصر ساحة كاروزيل فقد نقلت جميعها إلى باريس.
بينما كانت المداولات تتتالى بين فرنسا والنمسا تناهى إلى نابوليون أن هوش
16
ومورو قد عبرا الرين، ومنذ أيام قلائل كان مجلس الشعب قد أعلمه أن هذا العبور لن يقع، وعندما كان رفض هذه المساعدة العظيمة قد بته وحده على إيقاف تيار العداوات والوقوف على أبواب فيينا، كان يرى نفسه محكوما عليه أن يشهد، وهو مقيد بهدنة وحسامه في قرابه، تلك الحركات العسكرية التي كان طلبها وتمناها طوال شهرين من غير جدوى، يوم كانت تستطيع أن تساعده على رفع العلم الجمهوري فوق عاصمة النمسا.
ناپیژندل شوی مخ