تاریخ ناپلیون بوناپارت
تاريخ نابوليون بونابرت: ١٧٦٩–١٨٢١
ژانرونه
هذه الحركة نجحت نجاحا باهرا؛ وجدت فرقة المشاة في ذهول غريب فعرف القائد أوجرو أن يستفيد من هذا الموقف، إلا أن الفرقة بقيت تقاوم بالرغم من تقهقرها حتى فاجأتها فرقة من ثمانمائة رجل فشتتتها تشتتا، عند هذا، زحف الجنرال ماسينا الذي كان يرجع إلى الوسط قاصدا قرية أركول، فاستولى عليها وطارد العدو حتى قرية سان بونيفاسيو، ولكن الليل حال بيننا وبين مواصلة السير إلى الأمام ...
لقد أبدى القواد والضباط نشاطا وشجاعة لا مثيل لهما، ولقد قتل منهم بين اثني عشر وخمسة عشر رجلا، كانت المعركة هائلة جدا حتى لم تسلم ثياب أحد منهم من ثقوب الرصاص.»
إلا أن دالفانزي حاول أن ينهض من سقوطه مرة أخرى، فعاد مع بروفيرا عن طريق مضايق تيرول، على أن هذه المبادهة لم تكن إلا لتسبب انتصارات جديدة للجيش الفرنسي ولقائده؛ فإن موقعة ريقولي وموقعتي سان جورج والفافوريتا التي بقي النصر فيها أمينا للعلم الجمهوري أجبرت بروفيرا على الخضوع مع فرقته، وذلك على مرأى من ورمسر الذي سلم نفسه بعد ذلك في مانتو.
جاء في الأوراق التي ملأها بونابرت على قائده ده رووفيربلو في الثامن والعشرين والتاسع والعشرين من نيفوز عام 5 (17 و18 كانون الثاني 1797)، والتي تضمنت تفاصيل هذه الانتصارات الجديدة ما يلي: «في الرابع والعشرين، ألقى العدو جسرا في إنكياري ومرت عليه فرقة حرسه على مسافة فرسخ من بورتولينياغو، وفي الوقت نفسه، أعلمني القائد جوبير، أن جحفلا كثير العدد ينسل من مونتيانا ليحول وجهته إلى الكورونا، فأدركت الخطة التي اتخذها العدو، ولم أشك في أنه يريد الهجوم على فرقة ريفولي ومن ثم يصل إلى مانتو، فأرسلت في الليل القسم الكبير من فرقة القائد ماخنا، واتجهت بنفسي إلى ريفولي التي بلغتها في الساعة الثانية بعد منتصف الليل.
لم أتردد ساعة وصلت أن أعدت القائد جوبير إلى مركزه الخطير في سان ماركو، وأشرت بتجهيز قمة ريفولي بالمدافع، ونظمت كل شيء، حتى إذا ما جاء الفجر أكون قد أعددت المعدات القاهرة فأمشي بنفسي إلى العدو.
ولما كان الفجر الأول تلاقى جناحنا الأيمن وجناح العدو الأيسر على مرتفعات سان ماركو، وكانت الموقعة في أبعد ما يكون من الهول، على أنه كان قد مر ثلاث ساعات على الموقعة، من غير أن يبرز لنا العدو جميع قواته، بعد ذلك، أبصرنا فرقة من الأعداء، كانت قد اجتازت شاطئ الأديج بعدد كبير من المدافع، تسير على خط مستقيم إلى ريفولي لتستولي عليها، فأشرت إلى قائد الخيالة لوكليرك بأن يهيئ نفسه للهجوم على العدو إذا تمكن من الاستيلاء على مرتفع ريفولي، وأرسلت قائد الكتيبة لازال مع خمسين من الخيالة ليأخذوا العدو من ورائه ويهجموا عليه هجوما شديدا، في الوقت نفسه، كان القائد جوبير قد أنزل من مرتفعات سان ماركو، بعض كتائب كانت تخوض مرتفع ريفولي، أما العدو، الذي كان قد صعد المرتفع وهوجم من جميع أطرافه، فقد ترك عددا غير قليل من الموتى وقسما من المدافع وآوى إلى وادي الأديج، وفي الوقت نفسه، كانت الكتيبة العدوة التي مضى عليها زمن طويل في الزحف إلينا لتقطع علينا خط الرجوع، قد اصطفت للحرب على رزز وراءنا، وأما أنا، فقد كنت احتفظت بالفرقة الخامسة والسبعين التي هجمت على الميسرة وشتتتها بسرعة غريبة، وما هي إلا مدة، حتى قدمت الفرقة الثامنة عشرة، في حين كان القائد قد تمكن من مركز وراء الفرقة العدوة التي حاولت أن تأخذنا، فعاجلت العدو ببعض إطلاقات من مدافع 12 وأشرت بالهجوم، وما هي إلا ربع ساعة أو أقل حتى سقطت تلك الفرقة المؤلفة من نحو أربعة آلاف رجل أسيرة في قبضة يدي.
صرفنا معظم ذلك الليل باستلام الأسراء من جميع الجهات، كان ألف وخمسمائة رجل يهربون بطريق غاردا، فأوقفهم خمسون رجلا من الفرقة الثامنة عشرة الذين ساعة أبصروهم مشوا إليهم بثقة تامة وأمروهم بإلقاء السلاح.
كان العدو لا يزال مستوليا على الكورونا إلا أنه لم يكن خطرا، وكان علينا أن نسرع بالزحف إلى كتيبة القائد بروفيرا الذي كان قد عبر الأديج في الرابع عشر من الشهر، فأرسلت إليه القائد فيكتور مع الفرقة السابعة والخمسين الباسلة، وأرجعت القائد ماسينا، الذي وصل إلى روفير بللو في الخامس والعشرين مع قسم من فرقته، وعندما رحلت، أشرت إلى القائد جوبير بأن يهاجم العدو في مطلع الصباح، إذا تجاسر هذا على البقاء في كورونا.
كان القائد مورات قد زحف طوال الليل مع فرقة من المدفعية الخفيفة حتى إذا كان الصباح بلغ أعالي مونتيبالدو التي تكتنف الكورونا، أما العدو، فبعد أن قاوم مقاومة شديدة، لم يجد بدا من الاندحار.
لقد أسرنا في موقعتي ريفولي ثلاثة عشر ألف رجل وغنمنا تسعة مدافع.»
ناپیژندل شوی مخ