أما القتال فلم نقاتل أحدا إلى اليوم إلا دون النفس والحرمة؛ وهم الذين أتونا في ديارنا ولا أبقوا ممكنا. ولكن قد نقاتل بعضهم على سبيل المقابلة. وجزاء سيئة سيئة مثلها.
إن ها هنا شيئا من الغلبة للطبع الإنساني، ولكنها غلبة لا تثمر دائما، خصوصا إذا اصطدمت بالنزعات والنعرات، فتقوم الآيات مقام الحسنات، فلا يرى المصلح إذ ذاك غير مشرك حلال الدم والمال، وقبور ذي قباب لا تصلح لغير الهدم، ولكن الإشراك درجات، وفي الآيات معان ظاهرة أو باطنة يتسلح بها من قاوموا الشيخ وضللوه.
ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له (الآية). (سورة سبأ: آية 23)
من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه (الآية). (سورة البقرة: آية 255)
قال المقاومون: ورسول الله مأذون، وبالتالي ملائكته، فتوسع المتطرفون في المسألة، وقالوا: والمقربون كذلك من رسول الله وملائكته؛ أي الأولياء مأذونون، فجر ذلك إلى الشرك العميم، والكفر الذميم.
هي ذي حجة ابن تيمية وابن عبد الوهاب الكبرى. ليس للملائكة ولا لأحد من المخلوقات منهم سهم واحد في ملك الله، وليس له أعوان تعاونه كما تكون للملوك أعوان.
ولكن
ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له (الآية).
إذن هناك شفاعة، وهي تنفع إذا كان المتشفع به مأذونا له. وها هنا اختلف العلماء والمفسرون. كيف السبيل إلى معرفة من أذن له الله بالشفاعة؟ قد أجاب ابن تيمية على هذا السؤال وأحسن التخلص، فقال: «وفي كل حال الإذن من الله، فالأمر إذن كله له تعالى.» لا نزال في الدائرة التي لا نهاية لها. أنت تردني إلى الكتاب وأنا أردك إلى الله، وإذا رددتني إلى الله أردك إلى كتابه تعالى وسنة رسوله.
أما الدعاء وهو نوع من التشفع، فقد حلله ابن تيمية في قوله ما معناه: إن كل ما لا يستطيعه إلا الله لا يجب أن يطلب إلا منه تعالى،
ناپیژندل شوی مخ