د عربي نحو تاریخ
تاريخ النحو العربي: منظورا إليه من جهة تطور مفهومه: تأملات استكشافية
ژانرونه
مفاهيم الكتاب المتعلقة بالتركيب
تتضمن رسالة الكتاب بابا عنوانه «هذا باب المسند والمسند إليه»،
44
وكما نعرف فإن مفهومي المسند والمسند إليه انتقلا فيما بعد إلى البلاغة العربية؛ وأسس عليهما علم المعاني. وقد نقد بعض المعاصرين هذا؛ فالنحو العربي من وجهة نظره «أحوج ما يكون أن يدعي لنفسه هذا القسم من أقسام البلاغة الذي يسمى علم المعاني حتى إنه ليحسن في رأيي أن يكون علم المعاني قمة الدراسات النحوية أو فلسفتها.»
45
وهو رأي من الصعب ألا أتفق معه؛ لأن النحو قبل سيبويه نشأ تحليليا؛ أي إنه كان يعنى بمكونات التركيب أكثر من عنايته بالتركيب ذاته؛ لذلك فإن حديث سيبويه عن المسند وعن المسند إليه في كتاب نحوي يعتبر نقلة نوعية في مجال البحث النحوي.
يعرف سيبويه مفهومي المسند والمسند إليه بأنهما «ما لا يغني واحد منهما عن الآخر»؛ وهو تعريف يستند إلى علاقة الإسناد بينهما؛ فالمسند إليه عبد الله لا بد له من مسند هو أخوك في قولنا: «عبد الله أخوك». ويعبر سيبويه عن هذا بقوله: «لم يكن للاسم الأول بد من الآخر في الابتداء.» وكذلك فإن المسند «يذهب» لا بد له من مسند إليه هو «عبد الله» في قولنا: «يذهب عبد الله». ويعبر سيبويه عن هذا بقوله: «فلا بد للفعل من اسم.» وكما نعرف الآن فقد وصفت علاقة الإسناد في قولنا: «عبد الله أخوك» بالجملة الاسمية، وبالجملة الفعلية في قولنا: «يذهب عبد الله».
يضيف سيبويه أن «مما يكون بمنزلة الابتداء قولك: كان عبد الله منطلقا.» ويبدو أن هذه إضافة «كان» لها علاقة بإضافة معنى زمني لجملة لا تشير إلى زمن «الجملة الاسمية». وتبدو أهمية هذه الإضافة إذا ما أخذنا في اعتبارنا قرائن التعليق المعنوية، ومن أهمها الإسناد، وهو ما اهتم به تمام حسان؛ فقد أكد على أن علاقة الإسناد قرينة معنوية تميز المسند إليه بما لا يحتاج إلى إضافة.
46
غير أن سيبويه لا يكتفي بعلاقة الإسناد بين اسمين أو بين فعل واسم، إنما يشرك المتكلم فيقول: «ولا يجد المتكلم منه بدا». ويمثل إدخال المتكلم تطورا نوعيا في مفهوم النحو؛ ذلك أن المتكلم يحضر في نحو أبي الأسود الدؤلي من حيث هو ناطق يتجنب الخطأ، بينما يحضر في نحو سيبويه؛ ليس لأنه ناطق فحسب، إنما فوق ذلك لأنه يقصد معنى؛ كأن يثبت شيئا لشيء، أو ينفيه عنه، أو يطلبه منه؛ أي إن للإسناد معنى وظيفيا، ترتبت عليه تفريعات شرحتها فيما بعد كتب البلاغة.
ناپیژندل شوی مخ