د عربي نحو تاریخ
تاريخ النحو العربي: منظورا إليه من جهة تطور مفهومه: تأملات استكشافية
ژانرونه
19
ينتمي أصل كلمة البناء كما يشرح ابن جني إلى حياة الإنسان العامة (التعلم الحدسي) أي ما يقتضيه الإنسان في حالته الطبيعية. في مقابل هذا الإنسان يوجد الإنسان الخبير الذي عرف مفهوم «البناء»، ويستطيع أن يشغله بصورة ملائمة. ولكي أوضح هذه الفكرة فسأستحضر الطلاب الذين يفهمون بسهولة كلمة البناء في مجال استخداماتها اليومية، بينما يفشلون في فهمها في مجال النحو؛ لأن البناء في مجال النحو لا يعني ما هو مألوف للطالب في الحياة اليومية. وهكذا فالتفكير في اللغة تقره صياغة المفهوم؛ فما إن تنفصل الدلالة اللغوية لكلمة «بنى» عن عالم الأشياء والكائنات والمخلوقات، وبشكل عام عن الحياة الإنسانية حتى يتكون المفهوم (البناء).
حين بدأ سيبويه رسالة الكتاب بتحديد المفاهيم النحوية الأساسية، فإنه يعامل اللغة بوصفها ظاهرة بشرية لا ترتبط بما هو فوقي، كأن تكون من وضع الله. ما فعله سيبويه شكل من البرهنة لا يستحضر النصوص الدينية، إنما يستقصي كلمات اللغة ليصنفها إلى أسماء وأفعال وحروف. يرتبط بهذا ولا ينفك عنه أن تتخذ الرسالة شكل النثر، وأن يختلف شكلها النصي النثري؛ فلم تكون نصا سرديا إنما نص يعرض ويفسر ويعبر ويشرح. ولهذا النوع من النصوص علاقة بالكتابة؛ فسيبويه لم يكن ليستطيع أن يعرض ويشرح ما يفكر فيه كتابة إلا لأن الكتابة كانت قد خلقت نمطا جديدا من الخطاب، ومنطقا وشكلا جديدين من التواصل بين المؤلف وبين القراء.
20
إن المفهوم هو الفكرة التي تمثل كلية الخواص الجوهرية؛
21
فالعقل يشكل المفاهيم بأخذه عددا معينا من الموضوعات التي تمتلك خصائص مشتركة؛ أي إنها تتطابق من بعض النواحي، ثم يجمعها ولا يحتفظ منها إلا بالمتشابهات ليتأملها. وبالعودة إلى الأفعال التي سردها سيبويه في رسالة كتابه؛ فإن ما هو جوهري وكلي فيها هي أنها حسبما يرى «أخذت من لفظ أحداث الأسماء، وبنيت لما مضى، ولما يكون ولم يقع، وما هو كائن لم ينقطع».
22
تنويع الكتاب تقديم المفهوم النحوي
يضيف سيبويه إلى طريقة الأمثلة التي قدم بها مفهومي الاسم والفعل طريقة أخرى في تقديم مفهوم الحروف. تستند هذه الطريقة إلى أمثلة ليست على المفهوم. يقول: «وأما ما جاء لمعنى وليس باسم ولا فعل، فنحو: ثم، وسوف، وواو القسم، ولام الإضافة، ونحوها.»
ناپیژندل شوی مخ