د عربي نحو تاریخ
تاريخ النحو العربي: منظورا إليه من جهة تطور مفهومه: تأملات استكشافية
ژانرونه
يمكننا أن نقول هذا كتاب سيبويه، فقد سلك بالنحو دروب العلم الآمنة، وما عد تحسينا في علم النحو إنما هو نوع من التنميق. أبعد من هذا أستطيع أن أرى النحو العربي منذ كتاب سيبويه من المنظور الذي وضع فيه توماس كون كتاب المجسطي لبطليموس، فقد جعل من نظرية بطليموس نموذجا إرشاديا، وأيا كان عجز هذه المقارنة؛ فإنها تنصب هنا على النجاح والإعجاب والكفاءة.
لقد شعر النحاة القدامى بعظمة إنجاز سيبويه. سأكتفي هنا بما قاله علمان بارزان هما السيرافي والمازني. قال الأول: «لم يسبقه إلى مثله أحد قبله.»
7
وقال الآخر: «من أراد أن يعمل كتابا في النحو بعد سيبويه فليستح.»
8
إن تسميته كتاب سيبويه ب «قرآن القوم»
9
لهي تسمية بالغة الدلالة في هذا المقام؛ حيث لم يحظ كتاب عربي بمثل هذا الشرف العظيم. ترتب على هذا التقدير أن كسب إنجاز سيبويه في الكتاب أنصارا دائمين من العلماء، وهو كسب صرفهم عن نشاطات علمية أخرى منافسة كلحن العامة ولحن الخاصة. ساعدهم على ذلك أن كتاب سيبويه كالكتب التي بنت نموذجا إرشاديا رحبا ومفتوحا لا يدعي أنه القول الجامع، إنما فتح الباب للمشكلات النحوية في مرحلته العلمية؛ لكي تناقش من قبل العلماء المشتغلين بعلم النحو في مفهومه الجديد.
تشكل بسبب نموذج سيبويه النحوي الإرشادي ما يسميه توماس كون «العلم القياسي»؛
10
ناپیژندل شوی مخ