وغير ذلك من الكتب، وله كتاب في تفسير القرآن يبلغ ثلاثة عشر مجلدا. (14-1) كتاب النبات لأبي حنيفة الدينوري
كتاب النبات لأبي حنيفة الدينوري: هو أحد ثلاثة كتب اشتهر بها هذا العالم الفذ في ثلاثة علوم: علم الأنواء، وعلم النبات، وعلم القرآن، جاء في ستة مجلدات كبار، فقد استقصى أبو حنيفة في كتاب النبات ما نطقت به ألسنة العرب من أسماء النبات سواء ما يختص منها بنص اللغة أو بالنبات من جهة شرحه شرحا علمييا بعد معاينة النبات في أماكنه وملاحظته بنفسه، وزاد كثيرا فيما وجده من النبات على من تقدمه من الباحثين، فلم يترك أبو حنيفة شاردة ولا واردة إلا أثبتها في كتابه حتى فاق بهذا المصنف ما تقدمه من علماء اللغة ومدونيها والباحثين في النبات، ومن الشواهد على ذلك ما جاء في لسان العرب في حرف صعقل قال: قال ابن بري: رأيت بخط أبي سهل الهروي على حاشية كتاب: جاء على فعلول صعقوق وصعقول لضرب من الكمأة، قال ابن بري في أثناء كلامه: أما الصعقول لضرب من الكمأة، فليس بمعروف ولو كان معروفا لذكره أبو حنيفة في كتاب النبات. هذا قول حجة من أفذاذ علماء اللغة في كتاب النبات. ومما يجب الإشارة إليه أنه لم يخرج في كتابه عن حدود النبات، فلم يذكر مادة أخرى من أي مملكة من ممالك الطبيعة.
وقد صار هذا الكتاب عمدة اللغويين الذين أتوا بعد أبي حنيفة، فما منهم إلا ونقل عنه، وعمدة الأطباء والعشابين، فلا يتخرج طبيب أو يبرز عشاب إلا بعد أن يستوعب كتاب النبات لأبي حنيفة، ويؤدي الامتحان في مواده، وقد نقل علماء اللغة هذا الكتاب في أسفارهم ولم يتركوا منه شيئا مع اختلاف طفيف في النقل، فبعضهم ينقل عبارة أبي حنيفة كما هي، والبعض الآخر ينقلها مع قليل من التحوير، فنجد نقولا كثيرة من كتاب النبات في أشهر كتب اللغة، كالجمهرة لابن دريد، والتهذيب للأزهري، وكتاب النبات والشجر لابن خالويه، والصحاح للجوهري، والمحكم والمخصص كلاهما لابن سيده، والعباب للصاغاني، ولسان العرب لابن منظور، والقاموس المحيط لمجد الدين الفيروزآبادي، وتاج العروس للمرتضى الزبيدي، وفي كثير غيرهما في كتب اللغة على اختلافها. وقد ذكر جميعهم ذلك النقل في كتبهم، ولم يقتصر الأخذ عن أبي حنيفة على كتب اللغة، بل نقلت عنه أكثر كتب المفردات الطبية، ككتاب الجامع لمفردات الأدوية لابن البيطار، فقد نقل نحو 130حرفا عن أبي حنيفة. وقد ظل كتاب النبات لأبي حنيفة في الوجود يتناقله الخلف عن السلف زمنا طويلا، إلى أن فقد من الوجود الآن فقدا تاما، وبات هذا الكتاب طلبة العلماء والباحثين في العهد الأخير لنفاثته وعظيم فائدته فلم يظفروا منه بنسخة تشفي الغليل، وتروي الظمأ، مع شدة البحث عنه، وتفقده وتطلبه في كل مكان، وآخر العهد بهذا الكتاب أنه كان من مصادر عبد القادر بن عمر البغدادي صاحب كتاب خزانة الأدب الذي فرغ من تأليفه سنة 1079ه بمصر القاهرة.
ثم كان أيضا من مراجع العالم اللغوي، الإمام محب الدين أبو الفيض السيد محمد مرتضى الزبيدي عند تأليفه معجمه الكبير المسمى تاج العروس من جواهر القاموس والذي فرغ من تأليفه سنة 1181ه، فقد نوه في مقدمة معجمه هذا على نقله كتاب النبات لأبي حنيفة، وكان النقل مباشرة لا بالواسطة إذ قال: مستمدا ذلك من الكتب التي يسر الله تعالى بفضله وقوفي عليها وحصل الاستمداد عليها منها ونقلت بالمباشرة لا بالواسطة عنها، وذكر من هذه الكتب، كتاب النبات لأبي حنيفة، ثم انقطع خبر ذلك الكتاب من الوجود، ولم نعلم بعد ذلك أن أحدا ظفر بنسخة منه، أو نقل عنه مباشرة، والذي تطمئن النفس إليه بعض الاطمئنان أن هذا الكتاب استوعبته بطون الأسفار والمصنفات العربية من لغوية وطبية، والتي ذكرنا بعضا منها، ولا أظن أن شيئا مما كان فيه قد خلت منه الكتب المذكورة، وقد حدى بي الشوق إلى هذا الكتاب أن أتفقد ما نقل عنه باسمه في مظان اللغة الموجودة فطالعتها كلها. وما قيل: إنه من قول أبي حنيفة فقد جمعته وألفت منه معجما مرتبا على حروف ألف باء، وما أظن أن نباتا واحدا مما ذكره أبو حنيفة في كتاب النبات قد أفلت أو لم أعثر عليه، وأضفت إليه أيضا ما قاله بعض علماء اللغة في النبات باختلاف آرائهم؛ حتى تتم الفائدة، وأسميته الجامع لأشتات النبات، وعسى أن أوفق إلى طبعه في القريب العاجل. (15) الحامض
AL-Hamed (ت نحو 305ه)
هو أبو موسى سليمان بن محمد بن أحمد المعروف بالحامض البغدادي: أحد أئمة النحاة الكوفيين، أخذ عن أبي العباس ثعلب، وخلفه في مقامه، وروى عنه أبو عمر الزاهد المعروف بغلام ثعلب، وأبو جعفر الأصبهاني برزويه، قال أبو الحسن بن هارون: أبو موسى أوحد الناس في البيان والمعرفة بالعربية واللغة والشعر، وكان جامعا بين المذهبين الكوفي والبصري، وكان يتعصب للكوفي، وكان شرس الأخلاق، ولذا قيل له: الحامض. مات في خلافة المقتدر لسبع، وقيل: لست بقين من ذي الحجة سنة 305ه.
وله من التصانيف: (1)
كتاب خلق الإنسان. (2)
كتاب السبق والفضل. (3)
كتاب المختصر في النحو. (4)
ناپیژندل شوی مخ