193

تاریخ مسلمین

ژانرونه

============================================================

وسيرته كان ملكا جليأ عالما كريما شجاعا وافر العقل حسن العقيدة جميل الطوية أسقط المكوس وأزال المظالم وعمر القناطر والجسور والأنهار وبنى الجامع المعروف بجامع السلطان بيغداد وينى المدرسة الحنيفية المجاورة لقية الإمام أبي حنيفة برصافة بغداد وأوقف عليها الوقوف العظيمة وبنى الأسواق والبلاد وحارب الأعداء وغنم الغنائم وفتح الفتوحات الكثيرة وكانت مملكته من أقصى بلاد الترك إلى القدس الشريف والى أقصى بلاد اليمن وكانت نيته رحمه الله جميلة فأمنت السبيل وأكثر الخصب وخافته الناس خوفا عظيما وهابوه هيية شديدة فكف الظالم وانتصف المظلوم وكان يقف المرأة والضعيف والمظلوم ولا ينصرف حتى تقضى حاجاتهم وقيل إنه دخل مرة بطوس إلى مشهد علي بن موسى الرضي للزيارة ومعه وزيره نظام الملك فقال آيما دعوت قال دعوت بأن يظفرك الله بأخيك نيس وكان ذلك وقت عصيانه ومحاربته له فقال إني لم أدع هكذا ولكنني قلت اللهم إن كان أخي أصلح للمسلمين مني فظفره بي وإن كنت أصلح منه لهم فظفرني به وأخباره في هذه المعنى كثيرة وكان قد جرى بينه وبين الخليفة المفتدي وفقة فكتب إلى الخليفة يقول له تتح عن بغداد فبعث إليه الخليفة يقول أجلني عشرة أيام فاتفق أن السلطان توفي قبل (2870) مضيه وكانت وفاته بيغداد ودفن بها وخلف آربعة آولاد وهم محمود ومحمد وبركياروق وسنجر وكانت وصية السلطان لولده محمود فخطب له بالسلطنة ببغداد وعمره يومذ خمسة سنين وعشرة آشهر وكانت أمه بركان خاتون بنت طراح من نسل افراسيان ملك الترك فقامت بتدبير ولدها وكانت امرأة مدبر عاقلة وكان معها من الترك عشرة ألف فضبطت الجند والبلاد وأحسن ضبط وأرضت العساكر بالأموال واستحلفهم لولدها محمود وبعنت الى الخليفة المقتدي بأمر الله تسأله أن يأمر بالخطبة لولدها فأجاب وتقدم بأن يخلع عليه ويخطب له على المنابر فحضر أبو المنصور بن حمير ومعهم الخلع فأفاضوها على السلطان محمود بن جلال الدولة وتوجوه وقلدوه سيفا ولم تر الناس أعظم منه هدوعا وسكوتا على صغر سنه ولم يعد يديه ولا حرك رجله ولا أومى شيء من أعضائه وقال له الوزير أيو منصور بن حمير يقول لك أمير المؤمتين جزاك الله عن والدك أفضل ما جزاء حي وميت فلقد وفق في اختيارك وتدبيرك والمنزلة الرفيعة ولقد صدقت ظنه وحققت اعتقاده فيك فحزم (فزن) السلطان محمود لما سمع هذا الكلام ودعا لأمير المؤمنين واستحسن منه ذلك ثم دخل الوزير إلى والدته فهنأها بولاية ولدها وعزاها في زوجها عن الخليفة وعرفها ولايته لها فدعت وشكرت وخرجت بابتها وحيدها النهروان فعسكرت به.

فلما بلغ تاج الدولة نيس صاحب دمشق وفاة أخيه جلال الدولة خطب لنفسه وبعث إلى أمير المؤمنين المفتدي يلنمس من الخطبة ببغداد فامتتع من ذلك ثم سار تاج الدولة إلى الرحبة (288) فملكها فدخل في طاعته قسمر الدولة وكان السلطان جلال الدولة قد تسلم حلب من أخيه تاج الدولة وسلمها إلى قسمر الدولة وجطه نائبه فيها.

وفي سنة ست وتمانين وأريبع ماية انفصل قسمر الدولة عن تاج الدولة وصار إلى بركياروق بن جلال الدولة ملكشاه واجتمع إلى بركياروق جمع كبير من الخلق وقدموه إلى محمود لصغر سنه وأن القيم بأمره امرأة وأن السلطان بركياروق أكبر ولد أبيه وأحقهم بالسلطنة.

مخ ۱۹۳