155

تاریخ مسلمین

ژانرونه

============================================================

ذكر استيلاء المعز لدين الله الفاطمي على مصر المحروسة.

وفي هذه السنة قدم جوهر غلام المعز لدين الله صاحب القيروان بالجيوش إلى مصر فأقام الدولة المعزية فبايع الناس له وأخذ العهود لهم وكان دخول جوهر والعساكر الذين معه إلى مصر يوم الثلاثاء لسبع عشر ليلة خلت من شعبان سنة ثمان وخمسين وتلثماية وأقبمت الدعوة لمعز لدين الله يوم الجمعة لعشر بقين من شعبان سنة ثمان وخمسين وتلثماية وقطعت الخطبة بمصر عن بني العباس من ثلك الوقت وأخر من خطب له بمصر من العباسيين المطيع لله ولم يزل كذلك إلى أن جددها العلك التاصر صلاح الدين يوسف بن أيوب رحمه الله وسنذكر ذلك في موضعه إن شاء الله وشرع جوهر في بناء القاهرة المعزية لسكن الجند بها وبتى فيها فصر الخلافة وبدا ببنائها في شهر رمضان منها وأمر الأمراء والأجناد أن يبني كل واحد منهم دارا يسكنها.

قال وفي سنة اثتتين وستين ونظتماية كان دخول المعز إلى مصر يوم الجمعة لشمان مضين من شهر رمضان ومعه توابيت آبائه فيما زعم وتم بناء القاهرة في هذا الشهر واستقر ملك المعز بها.

حاشية.

ذكر المعز في وصيته لابنه إنه عمر القاهرة في طالع المريخ وهو قاهر الفلك وسماها لطالعها القاهرة.

وفي هذه الستة ملكت الروم نصييين وديار رييعة بأسرها وقتلوا وسبوا خلقا كثيرا فجهز الأمير عز الدولة بن معز الدولة بن بويه جيشأ عظيما لمحاربة الروم (228) وانهزمت الروم ونصر الله المسلمين عليهم وأسروا العسلمون منهم خلقا كثيرأ ومن جملة من أسروا الدمسنق وبقي في الأسر إلى أن مات في جمادى الآخرة سنة ثلاث وستين وثلثماية.

وفي هذه السنة خلع المطيع لله وسيبه إن سبكتكين التركي تغلب على الملك ببغداد وكان أحد حجاب معز الدولة بن بويه ولم تزل منزلته ترتفع عند معز الدولة حتى نقله إلى الأهواز وعظم أمره فوفعت الوحشة بيته وبين عز الدولة بن معز الدولة وكان عز الدولة إذ ذاك بالأهواز ثم اتنقل منها إلى واسط وعصي سبكتكين ببغداد واستولى على الأمر وصارت الأتراك والسنة من حزبه والديلم والشيعة من حزب عز الدولة ثم كانت حروب بين الفريقين ظهر فيها أصحاب سبكتكين على بغداد وخاف المطيع لله على نفسه وكاتت به أمراض كثيرة أيضا فخلع نفسه من الخلافة طائعا وسلمها إلى ولده عبد الكريم بن المطيع ولقبه الطائع لله وذلك لثلاث عشرة ليلة خلت من ذي القعدة سنة ثلاث وستين وتلثمابة فكانت مدة خلافته تسع وعشرين سنة وأربعة أشهر وأحد وعشرين يوما فتوفي بدير العاقول سنة آربع وسنين وظشماية فكان بين خلعه وموته شهران وأيام وعمره ثلاث وسنين سنة وكان حسن العقيدة لين

مخ ۱۵۵