147

تاریخ مسلمین

ژانرونه

============================================================

بابرهيم العقلي في جماعة من أصحابه فأدركوه في قرية سمى بداريج بين سرمين والمعرة ونهبوا عياله وكلمن معه وهرب بنقسسه 215) وكان سيف الدولة قبل تملكه حلب بيده ميافارقين وديار بكر أنعم عليه بذلك ناصر الدولة أخوه في سنة ثلاث وعشرين وثلثماية وقد ذكرناه أولا.

ثم إن سيف الدولة سار إلى دمشق وهي بيد نواب الإخشيد فملكها واستولى عليها وركب يوما الى الغوطة ومعه الشريف العفيفى يسايره فقال سيف الدولة للشريف ما تصلح هذه الغوطة الا لرجل واحد فقال له الشريف العفيفي إنها لأقوام كثيرة فقال سيف الدولة إن أخذتها النواب واستولى عليها الدواوين لتبرز عنها أهلها وأسرها الشريف العفيفي في نفسه وعرف بها أهل دمشق فكاتبوا الإخشيد ليأتى إليهم فسار من مصر في جيش عظيم وعلى تقدمته كافور الإخشيدي فوافى كافور دمشق وخرج سيف الدولة للقائه وخيم كل واحد منهم بازاء صاحبه وجاء يوم الجمعة فقال أصحاب سيف الدولة هذا يوم لا بحل فيه القتال وتفرقوا في الضياع يطلبون العلوفة لدوابهم فخلا معسكر سيف الدولة من أكثر أصحابه وعلم كافور بذلك فركب للبس سيف الدولة قلم يشعر سيف الدولة إلا واوايل العسكر المصري قد خالطه فركب في عسكر قليل من أصحابه فانهزم أقبح هزيمة واستولى كافور الإخشيدي على جميع أتقاله وأمواله ووصل سيف الدولة إلى حمص فنزلها وتبعه كافور الإخشيدي بالجيوش فرحل سيف الدولة إلى الرستن وعبر صوب حماة وتبعه كافور إلى الرستن فرجع سيف الدولة إليه لبقانظه فالتقوا عند عقبة الرستن فانهزم كافور الإخشيدي وازدحم أصحابه على جسر الرستن فسقط منهم جماعة في النهر المعروف بالعاصي فغرقوا وأسر منهم سيف الدولة نحو من أربعة ألف نفس واحتوى على جميع (216) أتقال كافور الإخشيدي ومضى كافور منهزما إلى حمص ثم إلى دمشق وأطلق سيف الدولة جميع الأسرى ورجع إلى حلب فلما بلغ الإخشيد أن سيف الدولة بن حمدان قد كسر عسكره وهزمه سار بجموعه حتى أتى إلى المعرة فبعث سيف الدولة سواده وأمواله وأهله الى الجزيرة وخرج إلى لقاء الإخشيد على قنسرين وجعل الإخشيد يطارده وطبوله وبوقاته في مقدمته وانتقى من سكره قريبا من عشرة ألف وسماهم الصابرية ووفف بهم في الساقة فحمل سيف الدولة على مقدمة الإخشيد فانهزمت المقدمة والمطارد فملكها واستولى على جملة من سوادهم ودخل الإخشيد الصابرية التي معه فاستخلص سواده وانفصل الفريفان وعاد سيف الدولة الى حلب ثم مضى إلى منبج وفطع الجسر ومضى إلى الجزيرة ومضى الإخشيد إلى الرقة فتوجه سيف الدولة إلى الرقة ونزل في مقابلة الإخشيد والفرات بينهما وجرى بينهما مراسلات آخرها ان تقرر الأمر بينهما على أن يكون لسيف الدولة حلب وحمص وما بينهما ويكون للأخشيد من حدود حمص الى أقصى الغرب وحفروا بين جوشنة واللبوة خندقا وجعطوه فاصلا بين المملكتين وتزوج سيف الدولة بنت الإخشيد ثم سار الإخشيد إلى مصر وعاد سيف الدولة إلى حلب.

مخ ۱۴۷