أَنَا الَّذِي سَمَّتْنِي أُمِّي حَيْدَرَهْ ... أَكِيلُهُمْ بِالسَّيْفِ كَيْلَ السَّنْدَرَهْ
لَيْثٌ بِغَابَاتٍ شَدِيدُ القَسْوَرَهْ
واختلف بينهما ضربتين، فسبقه عليٌّ ﵁ بضربته، فَقَدَّ البيضة والمغفر، ورأسه، فسقط عدوُّ الله ميتًا (١).
وكان فتحُ خيبر في صفر، على يد عليٍّ ﵁، بعد حصار بضعَ عشرةَ ليلة، وحاز رسول الله ﷺ الأموالَ كلَّها، وسأله اليهودُ أهلُ خيبر على أن يُساقِيَهم على النصف من ثمارهم، ويُخرجهم متى شاء، ففعل ذلك، وفعل مثل ذلك أهل فَدَك.
فكانت خيبرُ فيئًا للمسلمين، وكانت فَدَكُ خالصةً لرسول الله ﷺ؛ لأنهم لم يُجلبوا عليها بِخَيلٍ ولا رِكاب، ولم يزلْ يهودُ خيبرَ كذلك، إلى خلافة عمرَ ﵁، فأجلاهم منها.
ولما فرغ رسول الله ﷺ من خيبر، انصرف إلى وادي القُرى، فحاصره ليلةً، وفتحه عَنْوَة.
ثم سار إلى المدينة، ولما قدمها، وصل إليه من الحبشة بقيةُ المهاجرين، ومنهم: جعفرُ بنُ أبي طالب، فروي: أن النبي ﷺ قال: "ما أَدْرِي بِأَيِّهِمَا أُسَرُّ، بِفَتْحِ خَيْبَرَ، أَمْ بِقُدُومِ جَعْفَرٍ" (٢).
(١) رواه البيهقي في "دلائل النبوة" (٤/ ٢١١)، عن عبد الله بن بريدة عن أبيه ﵄.
(٢) رواه الحاكم في "المستدرك" (٤٩٣١)، عن علي ﵁.