133

تاریخ معتبر

التاريخ المعتبر في أنباء من غبر

ایډیټر

لجنة مختصة من المحققين

خپرندوی

دار النوادر

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٣١ هـ - ٢٠١١ م

د خپرونکي ځای

سوريا

ژانرونه

وأما ما كان من حديث الهجرة، فإن رسولَ الله ﷺ هاجر إلى المدينة في شهر ربيع الأول.
ثم أمر رسولُ الله ﷺ أصحابه بالمهاجرة إلى المدينة.
فكان أولَ من قدمها: أبو سَلَمَة بنُ عبدِ الأسد، ثم هاجر من بعده عامرُ بن ربيعة، معه امرأتُه ليلى بنتُ أبي خيثمة، ثم عبدُ الله بن جحش وأخوه، وجميعُ أهله، وتتابع الصحابة، ثم هاجر عمر بن الخطاب ﵁، فلما تتابع أصحاب رسول الله ﷺ، أقام هو بمكة، ينتظر ما يؤمر به، وتخلف معه أبو بكر الصديق، وعلي بن أبي طالب ﵁.
فلما رأت قريش ذلك، حذروا خروجَ رسول الله ﷺ، فاجتمعوا في دار الندوة - وهي دار قُصَيِّ بنِ كِلابٍ - وأجمعوا على مكيدةٍ يفعلونها مع رسول الله ﷺ، فنجاه الله من مكرهم، وأنزل الله تعالى في ذلك: ﴿وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا﴾ [الأنفال: ٣٠] الآية. وأمره بالهجرة.
وكان اتفاق الكفار أن يأخذوا من كل قبيلة رجلًا؛ ليضربوه بسيوفهم ضربة واحدة، ليضيع دمُه في القبائل، وبلغ ذلك النبيَّ ﷺ، فأمر عليًّا أن ينام على فراشه، وأن يَتَّشِح ببردِه الأخضر، وأن يتخلَّف عنه؛ ليؤدِّي ما كان عندَ رسول الله ﷺ من الودائع إلى أربابها.
وكان الكفار قد اجتمعوا على باب النبيِّ ﷺ يرصدونه؛ ليثبوا عليه، وأخذ النبيُّ ﷺ حفنةً من تراب، وتلا أولَ ﴿يس﴾ ﴿يس: ١]، وجعل ذلك الترابَ على رؤوس الكفار، فلم يروه، فأتاهم آتٍ، وقال: إن محمدًا

1 / 108