د مصر تاریخ له عثماني فتح نه تر اوسنیو وختونو پورې
تاريخ مصر من الفتح العثماني إلى قبيل الوقت الحاضر
ژانرونه
فكانت هذه الكلمة من أشهر كلماته المأثورة.
ورأى نابليون أن المماليك يتأهبون لمهاجمته من الأمام كعادتهم، فقسم جيوشه فرقا، كل منها على شكل مربع مجوف، وساقها على المماليك على هيئة هلال؛ يستعد وسطه للقاء قلب المماليك، ويحيط طرفاه بجناحيهم.
فأدرك مراد بك قصده، فأمر أبسل قواده «أيوب بك الدفتردار» أن يهاجم الفرقة التي أرادت الالتفاف حولهم من الغرب، فانطلق أيوب بك على الفرنسيس برجاله انطلاق السهام، فأفسح لهم هؤلاء الطريق حتى صاروا في وسط المربع، ثم أصلوهم نارا حامية من ثلاث جهات، ففتكوا بهم فتكا ذريعا.
ثم هجم قلب الجيوش الفرنسية على خنادق المماليك واستولوا عليها برءوس الحراب، وساقوا فرقة أخرى للإحاطة بالمماليك من الشرق، فلما رأى مراد بك أن الفرنسيس كادوا يحيطون به، وأن طرفي هلال جيوشهم آخذان في الاقتراب، بادر بالتقهقر، واضطر إلى ترك مئات من رجاله في الميدان، فحصرهم الفرنسيس بينهم وبين النهر، وما زالوا بهم حتى أفنوهم قتلا وغرقا.
ولم يستطع مراد بك بعد استئناف القتال، فأسرع إلى منزله وأخذ ما قدر على حمله من المال والنفائس، وقصد إلى الصعيد.
هذه هي الموقعة التي تعرف عند المصريين بواقعة «أنبابة» وعند الفرنسيس بواقعة «الأهرام»؛ استمرت أقل من ساعة من الزمان، فكانت - كما رأيت - القاضية على المماليك، ولم يخسر فيها الفرنسيس غير عشرة قتلى وثلاثين جريحا؛ فكانت أكبر برهان على فضل الأنظمة الحربية الحديثة وفوقها على شجاعة القرون الوسطى وإقدامها.
ولم يكد إبراهيم بك يسمع بهذه الكارثة حتى أسرع بالتأهب للفرار من القاهرة، وحذا حذوه بقية المماليك، ثم ازداد الفزع فتبعهم معظم الأهلين، وظل الناس طول الليل يخرجون بنسائهم وأطفالهم من المدينة، بعضهم قاصد إلى الصعيد، وبعضهم إلى جهة بلبيس والسويس، وفي هذه الطريق سار إبراهيم بك.
وفي الصباح (8 صفر) اجتمع علماء المدينة بالجامع الأزهر ليتداولوا في الأمر، فقر قرارهم على التسليم، وذهب وفد منهم ومن الأعيان إلى بونابرت بالجيزة يخبره بالأمر، فأحسن مقابلتهم، وأمنهم على حياتهم ومالهم ودينهم بعبارات تشبه عبارات المنشور، مؤكدا أنه صديق المصريين والسلطان، وأنه ما أتى إلا لتخليصهم من نير المماليك الظلمة.
ولما سمع أهل المدينة بذلك هدأ روعهم، وأرسلت الزوارق إلى الجيزة، فجاءت بمعظم الجيش، فنزل قسم منه بالقلعة. وفي يوم (10 صفر/25 يوليو) دخل نابليون نفسه القاهرة بعد أن ترك «ديزيه» لحماية الشاطئ الغربي، ونزل بقصر محمد بك الألفي على شاطئ بركة الأزبكية - حديقة الأزبكية الآن.
ورأى نابليون أن يبدأ باستئصال شأفة المماليك؛ فأرسل «ديزيه» في فرقة من الجيش لمطاردة مراد بك بالصعيد، وأرسل أخرى في طلب إبراهيم بالشرقية، فلم تقو عليه لقلة عددها، واضطر نابليون أن يذهب إليه في جيش بنفسه، فقابله إبراهيم بك بالصالحية، فانهزم واضطر إلى الفرار جهة الشام، بعد أن كبد الجيوش الفرنسية خسارة كبيرة.
ناپیژندل شوی مخ