د مصر تاریخ له عثماني فتح نه تر اوسنیو وختونو پورې
تاريخ مصر من الفتح العثماني إلى قبيل الوقت الحاضر
ژانرونه
تاريخ مصر من الحملة الفرنسية إلى انتهاء عهد محمد علي
الفصل الأول
الحملة الفرنسية على مصر (1212-1216ه/1798-1801م)
قضت مصر تحت حكم ولاة العثمانيين والأجناد والمماليك نحو ثلاثة قرون عانت فيها من أنواع الظلم وسوء الإدارة ما أضعف تجارتها وجعلها في معزل عن بقية العالم؛ فأصبحت لا تدري شيئا عن قوى الدول الأوروبية وأطماعها أو علاقة بعضها ببعض. وقد كان يقيم بمصر في ذلك الحين كثير من جالية الفرنسيين والإنجليز، ولكن المصريين لم ينتفعوا بإقامتهم بينهم، بل اكتفوا بالنظر إليهم بعين الازدراء والمقت؛ ظنا منهم أن دولهم ما زالت على الضعف الذي سمعوه عنهم أيام الحروب الصليبية، وفاتهم أن الزمن قد تغير، وأن أوروبا أصبحت على مبلغ من القوة وسعة العلم وعظم الدراية بالفنون الحربية بحيث لا يمكن مصادمته إلا بمثله.
وكانت دولة فرنسا قد قويت شوكتها بين دول أوروبا، وظهر فيها في أواخر القرن الثامن عشر - من التاريخ الميلادي - قائد حربي عظيم أخذ يتغلب على ممالك أوروبا، وبات كثير من دولها في خوف منه؛ ذلك هو البطل الشهير «نابليون بونابرت».
وفي أواخر سنة (1212ه/1798م) جرد «نابليون» هذا حملة على مصر، فامتلكها، ودخلت البلاد من ذلك الحين في طور يعتبر ابتداؤه مبدأ تاريخها الحديث. نعم، لم يلبث الفرنسيون بمصر أكثر من ثلاث سنين، ولكن فتحهم لها كان الحلقة الأولى من سلسلة حوادث، لعبت أوروبا أهم أدوارها، وأفضت عاقبتها إلى المركز الاجتماعي والسياسي الذي تشغله مصر الآن.
ولم تكن الحملة الفرنسية على مصر فجائية أو من خواطر اللحظات، بل إن «ليبنتز» أحد وزراء لويس الرابع عشر ألح عليه سنة 1672م بوجوب غزو مصر، وبين له أن امتلاكها يجعل فرنسا سيدة العالم، وقد رأى ذلك غيره من وزراء فرنسا بعده، ولكن فرنسا لم تخط خطوة في هذه السبيل إلا في عهد «نابليون».
على أن نابليون نفسه لم يقدم على هذه الحملة إلا بعد تفكير طويل؛ فاستشار فيها العلماء، وقرأ لأجلها الكتب، وبعدئذ عرض اقتراحه على هيئة الحكومة الفرنسية مع إيضاح طويل.
أما أهم الأسباب التي حدت بنابليون إلى الإقدام على هذه الحملة واقتنعت بها الحكومة الفرنسية فهي؛ أولا: رغبته في زيادة نفوذ فرنسا في البحر الأبيض المتوسط، وضم وادي النيل إليها لما فيه من الخيرات الكثيرة التي تغني فرنسا عن كثير من المستعمرات البعيدة، ولما له من المكانة التجارية العظمى. وثانيا: تمهيد الطريق لقهر الإنجليز بطردهم من الهند واستيلاء الفرنسيين عليها؛ لأن مصر هي مفتاح الطريق إلى تلك البلاد. وفي الحقيقة كانت لنابليون أطماع كبيرة في الشرق بأسره، وكانت نفسه تتوق إلى أن يأتي فيه بمثل ما أتاه الإسكندر من قبله.
1
ناپیژندل شوی مخ