140

د مصر تاریخ له عثماني فتح نه تر اوسنیو وختونو پورې

تاريخ مصر من الفتح العثماني إلى قبيل الوقت الحاضر

ژانرونه

ولكن المشروع لم يندثر نهائيا؛ ففي سنة (1244-45ه/1829م) أرسل السير «جون ملكم» حاكم بمباي باخرة إلى السويس لنقل التجارة، فلم تواصل رحلاتها إلا زمنا يسيرا لكثرة نفقات الفحم، إلا أن «بركر» ما زال بفكرة «وجهورن» يحمدها ويعضدها حتى طلبت منه الحكومة الإنجليزية تقريرا رسميا في هذا الصدد. فاقتنعت إنجلترا بالتقرير، وما جاء شهر (رمضان سنة 1246ه/فبراير 1830م) حتى أصبح نجاح مشروع «وجهورن» من المحقق.

وفي أثناء هذا الجهاد الطويل كان محمد علي من أكبر المشجعين لوجهورن، حتى إنه من شدة ميله لمحمد علي، قدم رسالة إلى البرلمان الإنجليزي يرجوه فيها أن ينظر إلى مصر بعين الرعاية والشفقة، وأن لا يجعلها في حوزة تركيا، ولا شك أن محمد علي خدم الأمة الإنجليزية من هذه الوجهة؛ ولذلك يعترف بعض الإنجليز بأن بريطانيا العظمى مدينة له في إحياء هذه الطريق.

أما وجهورن فقد جنى ثمرة جهاده بعد أن لاقى أهوالا وقاسى شدائد جمة مدة عشرين عاما؛ ففي (27 رمضان سنة 1261ه/أول أكتوبر سنة 1845م) أبحرت باخرة من بمباي تحمل بريدا، فوصلت السويس بعد 19 يوما، ثم نقل البريد برا إلى الإسكندرية ، فبلغها في اليوم التالي، ومنها نقل على طريق تريست ونهر الرين والبلجيك، فوصل لندن في صبيحة يوم الواحد والثلاثين من شهر أكتوبر، أي إنه لم يستغرق في طريقه أكثر من شهر.

1

ولقد بذلت الحكومة الفرنسية جهدها لإثبات أن الطريق من فرنسا آمن وأقصر، فاتخذت أخيرا شركة البواخر الشرقية التي أسست سنة (1255-56ه/1840م) ميناء مرسيليا مركزا عاما للبريد الأوروبي.

وقد زاد في سهولة هذه الطريق أنه قبل ممات محمد علي أسست شركة سفن تجارية تجري في ترعة المحمودية والنيل بين مصر والإسكندرية، فكان متوسط المسافرين على طريق مصر بين عامي (1258-1265ه/1842-1849م) يبلغ 15000 في العام الواحد.

وتوفي «وجهورن» عام (1266-67ه/1850م)، وكان لا يزال يعترف إلى آخر لحظة من حياته أن السبب في نجاحه يعزى إلى كرم وتشجيع محمد علي، صاحب الأيادي البيضاء عليه، ولا يزال اسم «وجهورن» مقرونا بالتبجيل، وله تمثال منصوب في ميناء السويس، ويمتاز وجهورن على «ديلسبس» بأنه لم يستنفد أموال الخزينة المصرية، ولم يحول المشروع الذي قام به ضد مصلحة من أحسن إليه، كما فعل الآخر. وقد اعترف بعض رجال الأمة الإنجليزية بفضل محمد علي فأهدوه في عام (1255-56ه/1840م) وساما، زين أحد وجهيه برسم محمد علي، ونقشت على الثاني العبارة الآتية:

إلى مشجع العلم والتجارة والنظام، الحامي لرعايا وأموال الممالك المتضادة، والفاتح للطريق البري إلى الهند.

كان البريد ينقل بين السويس والقاهرة على الجمال بطريق الصحراء، وكان بعض رجال الإنجليز قد عرض على محمد علي إنشاء خط حديدي على هذا الطريق، فوافق على هذا الرأي، وأحضرت بعض المواد اللازمة لإنشاء الخط بالفعل، إلا أن محمد علي ارتاب فيما بعد في عاقبة الأمر، وأحجم عن المشروع.

ملخص لأهم الحوادث التاريخية في الباب الثاني

ناپیژندل شوی مخ